وبحسب تلك المصادر، فإن الاتفاقية ذات طابع أمني – عسكري بحت، ولا تتضمن أي اعتراف سياسي أو ترتيبات سلام بين الجانبين، فيما يبقى وضع الجولان على حاله دون أي تغيير.
النطاق الجغرافي ومناطق الفصل
وتشمل الترتيبات المقترحة مناطق الجنوب السوري حتى أطراف العاصمة دمشق، لتضم محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، مع احتمال اعتماد ترتيبات خاصة في بعض النقاط الحساسة مثل
جبل الشيخ.
وتنص الخطة على إقامة شريط منزوع السلاح، تعقبه نطاقات أوسع لخفض التسليح بشكل متدرج، بحيث يُمنع وجود السلاح الثقيل والطيران الهجومي داخل تلك المناطق، مع السماح فقط بانتشار قوات محدودة وشرطة داخلية وفق مستويات متفق عليها مسبقًا.
المراقبة وآليات التنفيذ
وتشير التسريبات إلى وجود نقاط رصد ميدانية مزوّدة بتقنيات مراقبة متطورة تشمل رادارات وكاميرات وطائرات استطلاع غير مسلّحة، فيما تتولى لجنة ثلاثية تضم
سوريا وإسرائيل والولايات المتحدة متابعة التنفيذ وحل النزاعات، عبر خط اتصال مباشر وتفتيش ميداني ضمن
بروتوكول محدد.
تنسيق استخباراتي وحدودي
كما تتضمن الاتفاقية المقترحة آلية لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول التنظيمات والمجموعات العابرة للحدود، إضافة إلى تنسيق مشترك مع
الأردن لضبط عمليات التهريب، ولا سيما تهريب السلاح والمخدرات، انطلاقًا من اعتبار الجنوب السوري ساحة أمنية مترابطة مع الحدود الأردنية.
تفاصيل غير معلنة
وبحسب المصادر ذاتها، فإن البنود العلنية ستقتصر على المبادئ العامة، بينما سترد التفاصيل الدقيقة – مثل نقاط المراقبة والمسافات وخطوط الانتشار ومستويات التسليح – في ملاحق تنفيذية غير منشورة، وهو إجراء متعارف عليه في الاتفاقيات الأمنية الدولية.
ترتيبات خاصة بمحافظة السويداء
وتتحدث التسريبات عن مطالب إسرائيلية بترتيبات خاصة في السويداء، من أبرزها:
1-إدارة محلية واسعة الصلاحيات من خلال مجلس محلي منتخب، يتولى التنسيق مع دمشق في الجوانب الإدارية والجغرافية، بما يضمن شكلاً من
الإدارة الذاتية التي تلبّي تطلعات السكان المحليين.
2-ممر إنساني بإشراف دولي – أميركي يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية والتنموية، ويربط السويداء بالأردن والجولان لتسهيل الحركة التجارية والطاقة.
3-بقاء السلاح بيد المجموعات الدرزية ضمن منظومة "أمن ذاتي" خاضعة لرقابة أميركية وربما أردنية – إسرائيلية غير مباشرة.
4-ضمانات دولية تمنع أي عمل عسكري من دمشق، وتربط مستقبل السويداء بالترتيبات الإقليمية الأوسع.
خريطة مسربة
ووفق ما ورد في التسريبات، تظهر خريطة مرفقة بالاتفاق المقترح
قاعدة أمريكية جنوب دمشق تتوسط محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا، فيما يشير الخط الأبيض إلى معبر “داوود” الذي يربط بين مدينة المزرعة في السويداء وقرية حضر في جبل الشيخ بطول يقارب 77 كيلومترًا.
أما المناطق الملوّنة في الخريطة فتوزعت كالتالي:
-المنطقة الحمراء: محافظة دمشق.
-الخضراء:
محافظة درعا.
-البيضاء:
لبنان.
-الزرقاء: ما تصفه التسريبات بـ"إقليم جبل الدروز" أو "إقليم باشان الدروز"، الممتد – بحسب المزاعم – من صوفر في
بيروت إلى جرمانا وصحنايا في دمشق، مرورًا بالسويداء والقنيطرة وجبل الشيخ، مع إشارة إلى أن هذا الإقليم قد يتحول مستقبلاً إلى كيان منفصل.
ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من دمشق أو
واشنطن أو تل أبيب حول هذه التسريبات، فيما رجّحت المصادر أن تُكشف تفاصيل الاتفاقية بعد توقيعها الرسمي خلال الفترة المقبلة.