السومرية نيوز/بيروت
أكدت مصادر دبلوماسية غربية السبت، أن
الرئيس السوري بشار الأسد عمد في
الآونة الأخيرة إلى تغيير حراسه الشخصيين مرات عدة بناء على نصائح من ممثل الحرس الثوري الإيراني في دمشق اللواء حسين همداني خشية قتله على يد أحدهم، كما يستعين بهم لمراقبة كبار المسؤولين السوريين النافذين.
وذكرت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها في تصريحات صحافية، أن الأسد
أخذ يستعين بأفراد من الحرس الثوري الإيراني لحماية أو مراقبة كبار المسؤولين
السوريين "النافذين" الذين يشكل اغتيالهم أو انشقاقهم ضربة موجعة لاستمراره في
الحكم.
وتابعت المصادر أن الأسد ما عاد يثق كثيراً بقوة الحماية
المؤلفة من عناصر من السوريين الذين تشير مصادر
سورية الى أنهم تلقوا تدريباتهم في
موسكو، بعد أن كثر عدد المعارضين له من داخل الطائفة العلوية نفسها التي ينتمي لها، مضيفة أنه استعان أخيراً بعناصر خاصة من الحرس الثوري الإيراني بعد نصائح تقول المصادر
الغربية إن ممثل الحرس الثوري الإيراني في دمشق اللواء حسين همداني قدمها
له.
وتم تعيين اللواء همداني ممثلاً للحرس الثوري في دمشق بعد فترة من
استقالته في تشرين الثاني من العام الماضي (2011) كقائد فيلق محمد رسول الله
المسؤول عن حماية العاصمة، والذي شارك بقوة في قمع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بُعيد
الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في حزيران 2009، في وقت كانت تقارير
تحدثت آنذاك عن تحقيقات واسعة أجريت مع قادة كبار في الحرس الثوري على خلفية تفجير
استهدف في تشرين الأول من العام الماضي قاعدة صاروخية غرب
طهران، وقتل على اثره مسؤول وحدة إنتاج وتطوير صواريخ أرض أرض، اللواء حسن طهراني مقدم،
وآخرين.
وأشارت التقارير حينها إلى أن ذلك التفجير كان ضمن مخطط لاغتيال
المرشد الأعلى
علي خامنئي أثناء حضوره الذي ألغي في اللحظة الأخيرة، لاختبار
صاروخ باليستي في القاعدة.
يشار الى أن همداني مدرج في قائمة العقوبات
الدولية ضد
إيران، وفيما ينفي الحرس الثوري الإيراني أي دور مباشر له في الأزمة
السورية الداخلية، يقر بأن تواجد عناصر من
فيلق القدس في
سوريا منحصر في تقديم
استشارات أمنية خاصة بتوقعات حول تعرض سوريا وكذلك
حزب الله لبنان لاعتداء من قبل
إسرائيل.
وتشهد سوريا منذ (15 آذار 2011)، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح
والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما قمعت بعنف دموي من قبل قوات
النظام و"الشبيحة"، ما أسفر عن سقوط ما يزيد عن 33 ألف قتيل من بينهم 23 الف و630
مدنيا، و1241 مقاتلا منشقا، وثمانية آلاف و211 من القوات النظامية، وتشمل حصيلة
المدنيين اولئك الذين حملوا السلاح لقتال القوات النظامية من غير الجنود المنشقين
بحسب
المرصد السوري لحقوق الانسان، ولا تشمل الحصيلة المئات من الجثث المجهولة
الهوية او الشبيحة من الميليشيات الموالية للنظام او العدد الكبير من المفقودين
الذين لا يعرف مصيرهم.
يذكر أن نظام دمشق تعرض ويتعرض لحزمة متنوعة من
العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من منصبه، إلا أن
الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له
روسيا والصين اللتان لجأتا إلى
استخدام حق الفيتو ثلاث مرات حتى الآن ضد أي قرار يدين ممارسات النظام السوري
العنيفة، الى جانب انواع الدعم الذي تقدمه
ايران أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي بشكل
خطير يُخشى أن يتمدد تأثيره الى دول الجوار، فيما يتهم النظام السوري "مجموعات
إرهابية" بارتكاب اعمال العنف.