السومرية نيوز/ بغداد
كشفت صحيفة كردية تصدر في أربيل، الاثنين، أن رئيس
الجمهورية
جلال الطالباني وجه رسالة شديدة اللهجة لقائد
القوات البرية علي غيدان
حذره فيها من تحريك الجيش العراقي، مؤكدة أن الطالباني اعتبر أن تنصيب غيدان "غير قانوني".
ونشرت صحيفة روداو المستقلة في عددها الصادر اليوم، مقابلة أجرتها مع عضو
المكتب السياسي لحزب الطالباني ورئيس البرلمان
للدورة السابقة عدنان المفتي، قال فيها، إن
"رئيس الجمهورية جلال الطالباني وجه رسالة شديدة اللهجة إلى قائد قوات البرية في
العراق علي
غيدان حذره فيها من تحريك الجيش العراقي".
وأضاف المفتي وفقاً للصحيفة، أن "الطالباني دعا
غيدان إلى التوقف عن تحريك الجيش وإلا يسلمه للمحكمة"، مؤكداً أنه "لا
يجوز استخدام الجيش لحل الأمور السياسية".
ولفت المفتى إلى أن "الطالباني اعتبر تنصيب قائد
القوات البرية غير قانوني وغير شرعي لأنه أي قائد عسكري يجب أن يوافق من
البرلمان"، معتبراً أنه "لا توجد علاقة مباشرة بين الطالباني والمالكي
وهي مقطوعة"، بحسب الصحيفة.
وكان
مكتب رئيس الحكومة
نوري المالكي شهد، اليوم الاثنين (26 تشرين
الثاني 2012) عقد اجتماع بين مسؤولي في
وزارة الدفاع العراقية مع وفد البيشمركة العسكري
في مكتب القائد العام للقوات المسلحة، لمناقشة الأزمة الأخيرة بين بغداد وأربيل.
وأعلن رئيس
مجلس النواب أسامة النجيفي، أول أمس السبت (24 تشرين
الثاني 2012)، أن اجتماعاً "فنياً عسكرياً" سيعقد، اليوم الاثنين، المقبل
في مبنى وزارة الدفاع العراقية لحل الأزمة بين بغداد وأربيل.
وتصاعدت حدة الأزمة بين
إقليم كردستان وحكومة بغداد، عقب حادثة قضاء الطوز
في محافظة صلاح، في (16 تشرين الثاني 2012)، والتي تمثلت باشتباك عناصر من عمليات دجلة وحماية موكب "مسؤول كردي" يدعى كوران
جوهر، مما أسفر عن مقتل وإصابة 11 شخصاً غالبيتهم عناصر من قوات عمليات دجلة، الأمر
الذي عمق من حدة الأزمة المتجذرة أساسا بين الطرفين، وتصاعدت حدة التوترات والتصريحات
بينهما مما أنذر بـ"حرب أهلية" بحسب مراقبين، كما اتهم كل طرف الآخر بتحشيد
قواته قرب القضاء، الأمر الذي دفع رئيس
الحكومة العراقية نوري
المالكي إلى طرح مبادرة
لحل الأزمة تتمثل بتشكيل قوات مشتركة من الطرفين لحماية المناطق المتنازع عليها.
كما تدخل رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وطرح مبادرة لتقريب وجهات النظر
وحل فتيل الأزمة، وعقب اجتماعه برئيس الإقليم
مسعود البارزاني في (21 من تشرين الثاني
الحالي)، أعلن الأخير، موافقته على مبادرة النجيفي والقبول بالتفاوض والعودة لاتفاقية
العام 2009، المتمثلة بتشكيل قوات مشتركة لحماية المناطق المتنازع عليها.
لكن بوادر التهدئة وحل الأزمة لم تنعكس حتى الآن على الأرض، في الوقت
الذي ما تزال فيه القوات العراقية والبيشمركة في مواقعها، ولم تصدر أي أوامر لا من
حكومة المركز ولا الإقليم بالانسحاب.
يذكر أن قرار تشكيل قيادة عمليات دجلة والذي أعلنت عنه وزارة الدفاع العراقية
في (3 تموز 2012)، للإشراف على الملف الأمني في محافظتي ديالى وكركوك، وانضمت إليها
فيما بعد
محافظة صلاح الدين، أثار حفيظة الكرد بشكل كبير، إذ اعتبروه "لعبة"
سياسية وأمنية وعسكرية، وطالبوا
الحكومة الاتحادية بالتراجع عنه.