لمحة عن استاد الجنوب
يقع استاد الجنوب في مدينة الوكرة القطرية ويبعد 23 كيلومترا عن وسط مدينة الدوحة، كما يتّسع لـ40 ألف متفرّج.
هو ملعب متعدّد الاستخدامات، إذ يعدّ جزءا من مجمّع رياضي أوسع، ويحتوي مسارات لركوب الدراجات الهوائية والخيل ومتاجر ومطاعم وأندية رياضية. وتمّ اختيار موقع الملعب، الذي افتتح في 16 مايو/أيار عام 2019 بالمباراة النهائية لكأس الأمير، بشكل مدروس ليخدم أكبر عدد من سكان مدينة الوكرة والمناطق المحيطة بها.
تمّ تشييده من أجل استضافة مباريات دور المجموعات ودور الستة عشر والدور ربع النهائي ضمن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. تتميّز أرضية الملعب بعشبها الطبيعي وهي مبرّدة لدرجة حرارة مثالية تصل إلى 26 درجة مئوية. وبالمثل، يعمل تصميم الاستاد على توفير أقصى درجات الراحة للجماهير، حيث يتمّ تبريد المدرّجات بدرجات حرارة تتراوح ما بين 24 إلى 28 درجة مئوية.
تحفة معمارية على شكل صدفة خارجية بداخلها مركب تقليدي
يعدّ استاد الجنوب أحد أجمل الملاعب القطرية المجهزة لاستضافة المونديال. إنّه تحفة معمارية تجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر صمّمته المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، كما سبق الذكر.
استوحت التصميم من أشرعة سفن الصيد القطرية والتاريخ البحري العريق لمدينة الوكرة، التي ارتبط سكانها بالبحر، سواء للصيد أو استخراج اللؤلؤ، لتخرج تصميم ملعب الجنوب على شكل صدفة خارجية بداخلها مركب تقليدي.
إذا تصميم الملعب فريد من نوعه حيث أنّ المهندسة الراحلة أبدعت في تصميمه.
من هي المهندسة العراقية الراحلة زها حديد؟
زها حديد، اسمها الكامل زها محمد حسين حديد اللهيبي، معمارية عراقية بريطانية، وُلدت في بغداد لأسرة موصلية الأصل يوم 31 تشرين الأول/أكتوبر 1950 . درست زها في مدارس بغداد، ثم حصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت 1971. تخرّجت عام 1977 من الجمعية المعمارية بلندن، وعملت كمعيدة في كلية العمارة 1987، وانتظمت كأستاذة زائرة في عدّة جامعات في دول أوروبا وبأمريكا. التزمت زها بالمدرسة التفكيكية التي تهتمّ بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم، ونفّذت 950 مشروعًا في 44 دولة.
تميزت أعمالها بالخيال، حيث إنها تضع تصميماتها في خطوط حرّة سائبة لا تحدّدها خطوط أفقية أو رأسية. كما تميّزت أيضًا بالمتانة، حيث كانت تستخدم الحديد في تصاميمها. لها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية. من المشاريع التي صممتها محطة إطفاء الحريق في ألمانيا عام 1993، مبنى متحف الفن الإيطالي في روما عام 2009 والأمريكي في سينسياتي، جسر أبو ظبي، ومركز لندن للرياضات البحرية، والذي تم تخصصيه للألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 2012، محطة الأنفاق في ستراسبورج، المركز الثقافي في أذربيجان، المركز العلمي في ولسبورج، محطة البواخر في سالرينو، ومركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك، ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو عام 2013 من أبرز المشاريع التي أوصلت حديد بجدارة إلى الساحة العالمية.
نالت العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة، وكانت من أوائل النساء اللواتي حصلن على جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية عام 2004، وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل في الهندسة. لقد وصفت بأنها أقوى مهندسة في العالم واختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام 2010، وكانت ترى أن مجال الهندسة المعمارية ليس حكرًا على الرجال فحسب. حققت إنجازات عربية وعالمية ولم تكتفِ بالتصاميم المعمارية فحسب بل صممت أيضًا الأثاث والأحذية. حرصت أسماء عالمية مرموقة على التعاون مع حديد، ما جعل منتقديها يطلقون عليها لقب ليدي جاجا بعالم الهندسة.
توفيت حديد في 31 آذار/مارس عام 2016 عن عُمر ناهز 65 عامًا، إثر إصابتها بأزمة قلبية في إحدى مستشفيات ميامي بالولايات المتحدة.
هل تعلم ماذا سيحلّ بالملعب عند إنتهاء المونديال؟
بعد انتهاء المونديال، سيصبح استاد الجنوب مركز الرياضة والترفيه الجديد في جنوب قطر. سيتمّ تخفيض سعة الاستاد إلى 20 ألف مقعد ، بينما سيتمّ التبرع بالمقاعد الأخرى لمشاريع تطوير كرة القدم في مختلف أنحاء العالم.
للمزيد من المعلومات عن مصير الملاعب بعد المونديال أنقر هنا