ومع تزايد حضور العلامات الصينية في السوق، أدركت هذه الشركات أن كسب ثقة العراقيين يبدأ من الوكالة وليس من السيارة نفسها فقط.
الضمان القوي: عامل الثقة الأول لدى المشتري العراقي
تقدم معظم الوكالات الصينية في
العراق اليوم ضمانات تمتد من 5 إلى 6 سنوات أو مسافات تصل إلى 150,000 كلم، متفوقة على بعض العلامات الكورية واليابانية في هذه النقطة.
هذا الضمان الواسع يمنح المشتري راحة نفسية ويعكس ثقة الشركة بمنتجها.
ولكن لماذا الضمان مهم في العراق؟ الجواب سهل وصريح جدًّا:
- ظروف الطرق القاسية
- تفاوت جودة الوقود
- الحرارة العالية التي تختبر المحركات وأنظمة التبريد
وبالتالي، أصبح المستهلك العراقي ينظر للضمان كصك أمان لا يقل أهمية عن سعر السيارة نفسها.
سرّ الصيانة وقطع الغيار وراء صعود العلامات الصينية
لا يمكننا أن نعتبر أن نجاح العلامات الصينية مثل
شيري، شانجان، MG، وهافال جاء من باب الصدفة. فالوكلاء المحليون ركزوا على ثلاثة عناصر حاسمة:
1- قطع غيار متوفرة وبأسعار معقولة، وهي نقطة حساسة في السوق العراقي الذي يعاني من ارتفاع قطع بعض السيارات الكورية واليابانية
2- ورش صيانة حديثة قادرة على التعامل مع التكنولوجيا الجديدة، خصوصاً المحركات التوربو وأنظمة الأمان المتقدمة
3- خدمات فحص وتشخيص دقيقة باستخدام أجهزة أصلية، مما يقلل الأخطاء ويزيد ثقة الزبون
أمّا نتيجة ذلك، فتمثلت بأن المشتري العراقي لم يعد يخشى الخيار الصيني كما كان قبل عشر سنوات.
كيف تؤثر خدمات ما بعد البيع في قرار الشراء؟
بحسب تقارير عالمية مثل J.D. Power و Consumer Reports، فإن أكثر من 60% من قرارات شراء السيارات في الأسواق الناشئة تتأثر بخدمات ما بعد البيع وجودة الصيانة.
وفي العراق، جاءت هذه النسبة أعلى بسبب طبيعة الاستخدام القاسي.
فالمستهلك العراقي اليوم يسأل الأسئلة التالية قبل الشراء:
- وين تتصين؟
- شقد تكلف القطع؟
- شنو يغطي الضمان؟
- شنو تجربة الناس ويه الوكالة؟
وبالتالي، أصبح الوكيل يلعب دورًا أهم من العلامة التجارية نفسها.
نتيجة لكلّ ما تقدّم يمكن اعتبارعام 2026، عام المنافسة على خدمة الزبون وليس فقط على السيارة. فالوكلاء الذين يقدمون:
- ضمانات قوية
- صيانة سريعة
- أسعار قطع عادلة
- التزام حقيقي مع الزبون
هم من سيقودون السوق العراقي في 2026، خصوصًا مع ارتفاع المنافسة بين العلامات الصينية. وفي المقابل، العلامات التي تُهمل خدمات ما بعد البيع، حتى لو كانت قوية عالمياً، ستخسر حصتها أمام منافسين يقدمون خدمة أفضل وثقة أعلى.