تشهد أوروبا مطلع يوليو/ تموز 2025 موجة حر شديدة، أدت إلى إغلاق مئات المدارس في
فرنسا وفرض قيود على العمل الخارجي في
إيطاليا، بينما سجلت إسبانيا أعلى درجات حرارة في تاريخها لشهر يونيو/ حزيران.
أعلنت السلطات في عدة مناطق إيطالية حظر العمل في الهواء الطلق خلال ساعات
النهار الأشد حرارة، فيما قررت الحكومة الفرنسية إغلاق أكثر من ألف مدرسة.
وتكشف بيانات رسمية أن يونيو/ حزيران الماضي كان الأعلى حرارة في إسبانيا منذ بدء التسجيل، في ظل موجة حر تؤثر على القارة الأوروبية بأكملها.
أفادت
هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية "أيميت" بأن متوسط درجة حرارة مياه
البحر الأبيض المتوسط تجاوز المعدلات المعتادة لهذا الوقت من العام بست درجات مئوية، حيث سجلت مياه البحر البلياري 30 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد. تعزو الهيئة هذه الظاهرة إلى "قبة حرارية" تحبس الهواء الساخن فوق أجزاء واسعة من القارة.
وأضافت أن متوسط درجات الحرارة في أنحاء إسبانيا خلال يونيو/ حزيران بلغ 23.6 درجة مئوية، وهو المعدل الأعلى المسجل في هذا الشهر.
من جانبها، ذكرت هيئة كوبرنيكوس الأوروبية أن أوروبا تسجّل وتيرة تسخين أسرع من القارات الأخرى، حيث ترتفع درجات الحرارة بمعدل ضعف المتوسط العالمي، وتبدأ موجات الحر فيها مبكرًا وتمتد لفترات أطول.
أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية "ميتيو فرانس" أن درجات الحرارة ستبلغ ذروتها يوم الثلاثاء، مع توقعات بتراوحها بين 40 و41 درجة مئوية في بعض المناطق، وبين 36 و39 درجة في مناطق أخرى. وتم وضع 16 مقاطعة في حالة تأهب قصوى، بينما فُرض مستوى تأهب أقل على 68 مقاطعة أخرى.
أعلنت
وزارة التعليم الفرنسية إغلاقًا كليًا أو جزئيًا لنحو 1350 مدرسة نتيجة الحرارة المرتفعة، مقارنة بـ 200 مدرسة كانت مغلقة في اليوم السابق.
كما قررت السلطات إغلاق الطابق العلوي من
برج إيفل ليومي الثلاثاء والأربعاء، مع إصدار تحذيرات للزوار بضرورة شرب كميات كافية من الماء.
في إيطاليا، صدرت تحذيرات بشأن موجة الحر في 17 مدينة، من بينها العاصمة
روما ومدينة ميلانو. وأوردت تقارير محلية وفاة امرأة تبلغ من العمر 53 عامًا، كانت تعاني من مشاكل قلبية، أثناء سيرها في مدينة باجيريا، ويُشتبه بأن الوفاة ناتجة عن ضربة شمس.
كما ارتفعت المخاطر المرتبطة بحرائق الحقول الزراعية، بالتزامن مع بدء موسم الحصاد في فرنسا. وتُعد فرنسا أكبر منتج للحبوب في
الاتحاد الأوروبي، مما يجعل توقيت الحرائق مصدر قلق كبير للقطاع الزراعي.
لتجنب العمل في درجات الحرارة المرتفعة، اتجه المزارعون إلى الحصاد ليلًا، بينما أصدرت منطقة إندر في
وسط فرنسا قرارًا يحظر العمل في الحقول من الساعة الثانية ظهرًا وحتى السادسة مساءً، عقب تكرار حوادث حرائق الحقول منذ أواخر يونيو/ حزيران.