"القمر العملاق" يزيد من ملوحة مياه شط العرب

السومرية نيوز / البصرة
شهدت المياه الإقليمية العراقية وشط العرب، السبت، زيادة غير معتادة في مستوى ارتفاع مناسيب المياه عزاها خبير بحري الى ظاهرة "القمر العملاق" التي تحدث نتيجة اقتراب القمر من الأرض وتؤثر على ظاهرة المد والجزر لتكون أقوى، وأوضح أن هذه الظاهرة تزيد من ملوحة مياه شط العرب.

وقال المرشد الملاحي الأقدم في الشركة العامة لموانئ العراق الخبير البحري كاظم فنجان الحمامي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "ظاهرة (الاقتران القمري) أو (القمر العملاق) أدت في بدايتها الى جعل المد أقوى من المعتاد، بحيث أسفرت خلال الساعات الماضية عن حدوث ارتفاع ملحوظ في مناسيب مياه شط العرب، وكذلك قرب السواحل العراقية في قضاء الفاو"، مبيناً أن "ارتفاع المد من المتوقع أن يصل ليلاً الى مستوى ثلاثة أمتار و80 سم نتيجة تعمق تأثير الظاهرة الفلكية".

ولفت الحمامي الى أن "ظاهرة (الاقتران القمري) طالما انها تؤثر على ظاهرة المد والجزر فهي تنذر بزيادة في نسب ملوحة مياه شط العرب، وذلك لان التيارات المائية شديدة الملوحة القادمة من البحر سوف يستمر تدفقها في الساعات المقبلة نحو أعالي شط العرب حتى تصل الى منطقة المعقل مروراً بمركز مدينة البصرة"، مضيفاً أن "المد القوي الناجم عن الظاهرة الفلكية أدى الى إغمار مساحات من الأراضي المنخفضة المحاذية لشط العرب، وخاصة في مناطق الدويب وكوت بندر والفداغية والكطعة".

وأشار الحمامي الى أن "للظاهرة تأثيراتها السلبية غير المباشرة على الملاحة البحرية في شط العرب"، موضحاً أن "الارتفاع الكبير في مناسيب المياه وما يرافقه من تمدد في المساحات الشاطئية المغمورة يتسبب باختلاط ملامح الشط مع اليابسة، وهو ما يربك حركة البواخر"، ومعتبراً أن "السفن الصغيرة غير المجهزة بأنظمة ملاحية حديثة تكون أكثر عرضة للانحراف عن مسارها".

يشار الى أن ظاهرة "القمر العملاق" أو "الاقتران القمري" تحدث نتيجة اقتراب القمر من كوكب الأرض أكثر من المعتاد، بحيث يبدو القمر لسكان الأرض أكبر حجماً بنسبة 14%، وأكثر سطوعاً بنسبة 30%، وبحسب علماء الفلك فإن الظاهرة التي حدثت اليوم من المؤمل أن تتكرر خلال العام الحالي، إذ يتوقعون حدوثها في العاشر من آب المقبل، ومن ثم في التاسع من أيلول المقبل.

يذكر أن اصطلاح "القمر العملاق" استخدمه للمرة الأولى المنجم الفلكي ريتشارد نولي في عام 1979، وكان يعتقد أن هذه الظاهرة تزيد من فرص وقوع كوارث طبيعية، مثل تفجر براكين وحدوث فيضانات ووقوع زلازل مدمرة، إلا أن دراسات علمية أكدت أن تأثير الظاهرة يقتصر على ظاهرة المد والجزر التي تصبح أقوى مما هي عليه في الظروف الاعتيادية.