الشعب الأرجنتيني الذي فاز في معركته على التجار نموذجٌ لباقي الشعوب

قبل بضع سنوات، استيقظ الشعب الأرجنتيني صباح أحد الأيام وإذا بتجار الدواجن قد اتفقوا على رفع سعر البيض عقب دون أن يفكروا في لحظة واحدة أن هناك من لا يستطيع أن يجد قوت يومه . فماذا حصل بعد ذلك؟

كان المواطن الأرجنتيني ينزل إلى المتجر ويأخذ البيض وعندما يجد سعره مرتفعًا، يعيده إلى مكانه وهذا ما كان يحصل مع جميع المواطنين الأرجنتينيين.

بعد أيام وكما تجري العادة، تأتي سيارة التوزيع الخاصة بشركة الدواجن لتقوم بتنزيل الكميات الجديدة من البيض ولكن تفاجأ التجار هذه المرة بأن أصحاب المحلات يرفضون إنزال أي كميات جديدة، فقاموا بإعادة الكميات إلى مستودعاتهم وقالوا لنصبر أيامًا قليلة لعلّ أن يعود المواطنون الى شراء البيض.

انتظر التجار أيامًا وانتظر الشعب أيامًا في حين تكدّس البيض في الثلاجات والمخازن والمستودعات والبقالات دون وجود مشتري. ولم يطلب أصحاب محلات التموين أي طبق بيض لأن الكميات الموجودة لديهم بالأسعار الجديدة مازالت متسمّرة في الرفوف.

ولم تنته القصة هنا، فبعد عدة أيام اتفق التجار على بيع البيض بسعره السابق قبل الارتفاع، لكن الشعب الأرجنتيني رفض أن يشتري البيض مرة أخرى كي يتأدب التجار، فعادوا وخفضوا من سعر البيض مرة أخرى.

في المقابل، لم يشترِ الشعب الأرجنتيني البيض وتراكمت الخسائر. وبعد كل هذا اتفق التجار بأن يبيعوا البيض بربع سعره قبل الارتفاع مع تقديم اعتذار رسمي للشعب في الصحف بعدم تكرار ما حدث.
هنا انتهت الرواية وأصبح الشعب الأرجنتيني فائزا في معركته مع التجار وفائزا بأنه يشتري البيض بخصم 75٪ من سعره الأصلي.

وربما تكون هذه القصة الحقيقة نموذجاً لكل الشعوب التي يمكنها أن تنتصر على الفاسدين بمجرّد توحيد صفوفها.