هل يعزز صيام رمضان التوازن الميكروبي بالأمعاء.. دراسة تكشف

كشفت دراسة حديثة عن تأثير الصيام بزمن محدد، المعروف خلال شهر رمضان، على تنوع ووظائف ميكروبيوم الأمعاء لدى مجموعة من الباكستانيين المقيمين في الصين.

ويُعَد ميكروبيوم الأمعاء نظاما معقدا من الكائنات الحية الدقيقة التي تلعب دورا مهما في دعم الجهاز الهضمي والصحة العامة، وتتغير هذه الكائنات الدقيقة استجابة للعوامل البيئية والغذائية، مما يؤثر على التمثيل الغذائي وصحة الأمعاء ووظائف الجسم الحيوية.

وتهدف الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية " فود ساينس & نيوترشن" إلى تسليط الضوء على التغيرات التي تحدث في التركيب الميكروبي ووظائفه خلال شهر رمضان وبعده، وذلك باستخدام منهجية ديناميكية لجمع العينات على مدار الشهر.

الدراسة أظهرت تغييرات ملحوظة في تنوع البكتيريا المعوية، بما في ذلك أنواع معينة مثل "كلوستريديوم بيرفرنجنز "و"كوبروكوكس كومس"و"لاكتوكوكس لاكتيس"، حيث تغيرت أعدادها بشكل كبير خلال الصيام، كما تأثرت وظائف التمثيل الغذائي المرتبطة بالأحماض الأمينية والكربوهيدرات والطاقة، بالإضافة إلى عمليات تركيب الغليكان والتمثيل الغذائي للفيتامينات والعناصر المساعدة.

وأشارت النتائج أيضا إلى تغيرات واضحة في بعض المنتجات الأيضية الهامة مثل "بيريدوكسامين"،"الجلوتامات"، و"السيترولين"، مما يعزز الفهم العلمي حول تأثير الصيام على الأمعاء.

و"البيريدوكسامين"، أحد أشكال فيتامين B6، ويلعب دورا مهما في العديد من العمليات البيولوجية داخل الجسم، وهو فيتامين أساسي يساعد في عمليات التمثيل الغذائي للأحماض الأمينية، والسكريات، والدهون، ويساهم أيضا في تكوين النواقل العصبية والهرمونات، أما "الجلوتامات"، فهي أحد الأحماض الأمينية الرئيسية التي تلعب دورا حيويا في الجسم، سواء في العمليات الأيضية أو كناقل عصبي في الدماغ، وتوجد بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة والمكونات الغذائية، وأخيرا، فإن "السيترولين"، هو حمض أميني يلعب دورا مهما في العديد من العمليات الفسيولوجية، وخصوصا في الدورة الخاصة بإنتاج الطاقة وإزالة النيتروجين من الجسم.

وهذه الدراسة تعتبر خطوة مهمة نحو فهم آليات استقرار هذه المنتجات الأيضية وميكروبيوم الأمعاء، وتطوير استراتيجيات موجهة لتحسين الصحة العامة لدى الأفراد الصائمين.

وأوصى الباحثون بمزيد من الدراسات في هذا المجال بهدف استخدام النتائج لتطوير تدخلات صحية مخصصة لتحسين مكافحة الاضطرابات الأيضية، خاصة في المجتمعات النامية.