فلسطينية تعمل على إرسال البشر إلى المريخ

لم تقف معاناة الشابة الفلسطينية سهى القيشاوي عائقاً أمام طفولتها، بل كانت ظروف بلادها الصعبة حافزاً لتقدّمها لتصبح اليوم فردًا من فريق نخبة المهندسين في وكالة الفضاء الاميركية ناسا.

عاشت القيشاوي في قطاع غزة في فلسطين وطالما كان يُذهلها رؤية المكوك الفضائيّ يقلع ويعود إلى الأرض، وهذا ما ألهمها لأن تصبح جزءً من برنامج الفضاء.

ولتحقيق حلمها، دخلت الشابة الفلسطينية إلى جامعة هيوستن في الولايات المتحدة الاميركية لمتابعة دراستها في مجال الهندسة. وبعد تخرجّها مباشرةً، بدأت العمل في برنامج المكوك الفضائيّ.

ولفتت القيشاوي إلى أنّها رأت في برنامج أورايون الذي يتيح إيصال رواد الفضاء إلى أماكن بعيدة في الفضاء، بدايةً جديدة لبرنامج التحليق الفضائيّ للإنسان وأرادت أن تكون جزءًا منه.

فبعد إنشاء برنامج أورايون الخاص بالمركبة المتعددة الأغراض، "أم بي سي في" MPCV ، بدأت القيشاوي مع زملائها المهندسين في الناسا، بالعمل اللازم لإرسال بشر إلى أماكن بعيدة في النظام الشمسي لم يصل أحد إليها من قبل بما في ذلك كويكبًا سيّارًا وكوكب المريخ.

وهي تعمل حاليًا، ضمن هذا البرنامج، مجريةً اختباراتٍ على الدمج ما بين الأجهزة " hardware " والبرامج الإلكترونية " software "، بالإضافة إلى اختبار والتحقق من برامج الطيران الإلكترونية. وتتولى سهى أيضًا مهمة ضمان عمل جهاز التحكم الخاص بالمركبة الفضائية بطريقة سليمة كما هو متوقع.

وتقول سهى القيشاوي بفرح : "أنا الشخص الأوّل الذي يعمل على البرنامج الإلكتروني من بعد انتهاء المطورين من عملهم". وبعد إنجاز الاختبارات الكافية على البرامج الإكترونية، تقوم القيشاوي مباشرة مع زملائها بتركيبها داخل المركبة الفضائية.

بعد أن نجحت مركبة أورايون في شهر كانون الأوّل/ ديسمبر 2014، في اختبار الطيران في رحلتها غير المأهولة التي دامت أربع ساعات ونصف وأكملت دورتين حول الأرض، يتمحور عمل القيشاوي وزملائها حاليًا على الخطوة التالية من العملية، ألا وهو إرسال طاقم من ستة رواد إلى الفضاء، إلى مكان أبعد من مدار القمر، بهدف زيارة كويكب سيّار بحلول سنة 2025 وكوكب المريخ بحلول ثلاثينيات الألفية الثالثة.
وتؤكد القيشاوي وهي متزوجة وأم لثلاثة أولاد، أنها لو لم تنشأ على مشاهدة عمليات الإطلاق في عائلة تشجّع العمل الدؤوب والأحلام الكبيرة، لما اكتشفت أن الهندسة من المهن التي يمكنها ممارستها.