مدينة في السّويد تبتلعها الأرض... ما الحلّ؟

لا يفشل الانسان أبدًا في ترك أثرٍ دائمٍ في البيئة أينما ذهب! ولا يضيّع فرصة استهلاك كلّ الموارد المتوفرة في الطبيعة، فلا يرحم أي أرضٍ غنيّة بالثروات الطبيعيّة، خاصّةً عندما يتعلّق الأمر بالمعادن من باطن الأرض. للأسف، لا يأخذ الانسان في الحسبان عواقب تصرّفاته العشوائية على جنسه كما على الطبيعة.

في الفترة الأخيرة، باتت مدينة كيرونا في السويد تعاني من خطر الغرق، ولكن ليس الغرق في مياه المحيط بل في الأرض التي بُنيت عليها. ويعود السّبب لمنجم الحديد المحلّي الذي تديره الشركة المملوكة للدولة لووسافارا كيرونافارا أب (Luossavaara-Kiirunavaara AB) – LKAB. فكلّما يُستخرج خام الحديد من تحت سطح الماء، كلّما تهبط الأرض، الأمر الذي يُعرف بـ"تشوّه الأرض".



لذلك، تعتزم السلطات السويدية نقل المدينة بكاملها 3،2 كيلومتر إلى الشّرق. ويقدّر الخبراء أنّ معظم البنى التحتيّة في كيرونا ستنهار في المنجم الذي يتوسّع تحتها باستمرار، وذلك بحلول العام 2050، غير أنّ لتجنّب هذه الكارثة، من المتوقّع أن تنتهي خطّة الإخلاء في العام 2040. وستتحمّل شركة LKAB جميع تكاليف هذه العمليّة.

بما أنّ كيرونا منطقة في أقصى شمال السّويد أيّ أنّها قريبة للغاية من الدائرة القطبية الشمالية، فهي مظلمة وباردة في معظم أشهر السنة، الأمر الذي يجعل عمليّة إنشاء البنى التحتيّة تحدّيًا صعبًا. وعلى الرّغم من نسبة سكانها الضئيلة، تمتدّ هذه المدينة على مساحةٍ شاسعةٍ لدرجة أنّها تتّسع لسكّان الأرض كلّهم إذا وقفوا كتفاً لكتف فيها.



ووفقًا لفيلم وثائقي حول خطّة الإخلاء، سيتم هدم المنازل، والمتاجر، والمكاتب وسيعاد بناؤها من جديد، بينما بعض المعالم الرئيسيّة ستُنقل بالرّافعات إلى المكان المحدّد. ولحسن الحظّ، تساعد هذه العمليّة على إدخال تحسينات إلى تصميم المدينة الذي يعتبر الآن عشوائيًّا. على هذا النحو، يبقى أهالي كيرونا قريبين من القطب الشّمالي ومستمتعين بنفس خصائص البيئة.



وبحسب موقع غيزمودو، قالت المهندسة المعماريّة أسا بجيرنديل التي تعمل على مشروع الإخلاء: "نقل مدينة لا يقتصر على نقل البنايات والطرقات فقط، بل إنّه أمرٌ أكبر بكثيرٍ يرتكز على نقل نظاميّ العلاقات الاجتماعية والاقتصادية. وإذا أردنا نقل مدينة بنجاحٍ، ينبغي أن نتأكّد من تعزيز العلاقات القائمة فيها التي تساعد على إنشاء علاقات جديدة خلال عمليّة الإخلاء."



تقصد بجيرنديل بهذا التصريح أن تشجيع آراء المقيمين بتصميم مدينتهم الجديدة، والحرص على تحسين نوعيّة حياتهم بعد مرور إجراء كهذا، وإعطاء دعم مالي لأصحاب المنازل والمستأجرين يدفع المدينة للوصول إلى تنميةٍ مستدامة.



ويبقى السؤال: هل ستنجح عمليّة ضخمة كهذه أم أنّ مصير السّويديّين سيُهدّد؟