أب غير موجود وأم مثالية
كارلوس هنريكي كاسيميرو، المولود في الـ23 فبراير/شباط 1992، لم يعش حياة مثالية، بل وجد ظروفًا أسريةً قاسيةً للغاية.. والد كارلوس ترك الأسرة ونجله بعمر الـ5 سنوات، وتكفلت الأم "فينانسيو" بمسؤولية رعاية المنزل، وحرصت على دعم نجلها الموهوب بكلِّ ما يزيد من أجور العمل.
كاسيميرو تحدث بألم شديد عن لحظة مغادرة والده للمنزل: "إذا رأيته في الشارع اليوم، فلن أتعرف عليه، لقد خاض جدالًا عنيفًا مع أمي عندما كنت في الخامسة من عمري، وترك يومها العائلة لتديرها أمي، كنت أرغب في مقابلته عندما كبرت، ليس لديّ ضغينة ضده".
وامتدح والدته كثيرًا: "كانت والدتي على الدوام معي، وكانت تدعمني دائمًا، وبفضل الله يمكنني الآن مساعدة عائلتي بعد المعاناة السابقة".
الأب الروحي.. صانع الأمل
صحيح أن كاسيميرو افتقد للأب البيولوجي في اللحظات الصعبة ضمن شريط حياته، ولكنه حظي برعاية نادرة من شخص يدعى برونو بيتري، والذي يُعرفه النجم البرازيلي اليوم بأنه "الأب الروحي" بالنسبة له.
بيتري ساعد كاسيميرو كثيرًا عندما وصل لساو باولو بعمر الـ14 ربيعًا، ولم يتخلَ عنه حتى بعد وصوله لواحد من أفضل أندية العالم،
ريال مدريد.
برونو بيتري قال في تصريحات صحفية سابقة: "عملت مع الكثير من اللاعبين خلال مسيرتي، لكن كاسيميرو لديه مكانة خاصة، مازال يتواصل معي ويطلب النصائح، أعتبر نفسي والده الرياضي، أحيانًا يناديني هو بكلمة والدي.. لقد بكيت عندما وقّع لريال
مدريد، كانت لحظة لا توصف بالرغم من ثقتي في قدرته على النجاح مع الفريق".
التهاب الكبد كاد أن ينهي المسيرة
ما لا يعلمه الكثيرون أن كارلوس كاسيميرو أصيب بالتهاب في الكبد، عندما التحق بفريق ساو باولو البرازيلي، وتعرض لمعاناة صحية شديدة، أجبرته على الابتعاد عن التدريبات لـ3 أشهر متتالية، حتى أن البعض رأى استحالة استمراره كلاعب كرة قدم، ولكنه تحدّى المرض بفضل مساعدة الأم المثالية، واستطاع بعد الألم والعلاج والصبر أن يعود أقوى بكثير مما مضى، ليصفه جميع العاملين في النادي البرازيلي بالمقاتل الشرس، الذي لا يخسر معاركه على الإطلاق.
الحب لا يعرف للعمر فارقًا
خاض كاسيميرو قصة حب ناجحة مع آنا مارينا، وقد تكللت هذه العلاقة بالزواج الرسمي في عام 2014، ورغم أن الزوجة تكبر لاعب خط وسط منتخبها الوطني بـ3 سنوات، فإن العلاقة بينهما تعد مثاليةً ورائعةً،.
آنا مارينا، خبيرة التجميل، كانت وما زالت خير داعم ومساند لزوجها داخل وخارج الملعب، وعاشت معه أجمل اللحظات مع ريال مدريد، حيث تُوج مع الفريق بـ18 لقبًا جماعيا خلال 8 مواسم، إضافة إلى وجوده الدائم في تمثيل المنتخب البرازيلي منذ 2011.. وإحصائيا، خاض كاسيميرو 63 مباراة دولية، سجّل خلالها 5 أهداف.
إعارة بورتو سر النجاح
انضم كاسيميرو لريال مدريد مُعاراً من ساو باولو في نهاية يناير/كانون الثاني 2013، مع أحقية تفعيل الشراء، ولكنه لعب أولًا لفريق ريال مدريد الثاني (الكاستيا)، وسجّل أولى مبارياته مع الميرينغي في أبريل/نيسان من العام ذاته، وكانت أمام
ريال بيتيس وانتهت بفوز رفاق كاسيميرو 3-1.
ولكن إدارة
النادي الملكي لم تجد ذلك اللاعب الجاهز لتعويض الإسباني
تشابي ألونسو في منطقة الوسط، فأرسلته لبورتو
البرتغالي وفقًا لنظام الإعارة في يوليو/ تموز 2014، وهي خطوة استثمرها البرازيلي جيداً في التطور والتعلم؛ حيث لعب مع بورتو 40 مباراةً رسميةً، وأحرز 4 أهداف.
التألق اللافت في
البرتغال دعا ريال مدريد إلى تسريع تفعيل بند الشراء الدائم، لينضم كارلوس كاسيميرو نهائياً لقلعة النادي
الملكي في الـ5 يونيو/ حزيران 2015، ومنذ ذلك التاريخ واصل اللعب كلاعب أساسي غير قابل للمس ولا للتغيير، وشكّل مع الكرواتي
لوكا مودريتش والألماني توني كروس "مثلث برومودا"، كما يطلق عليه المدرب الإيطالي
كارلو أنشيلوتي.