العراق يواجه أزمة جفاف غير مسبوقة.. والحلّ؟

تتفاقم المخاوف في العراق من اتساع أزمة شح المياه والوصول الى كارثة انسانية وبيئة هي الاخطر على البلد، فقلة الإطلاقات المائية من الجانب التركي نتيجة انشاء السدود على نهري دجلة والفرات خفضت الحصة المائية العراقية بنسبة أكثر من سبعين بالمئة في وقت لم تفض المساعي الحكومية العراقية لنتائج واضحة وبعضها وصل الى طريق مسدود بعد أن اصطدمت بالتعنت التركي واللامبالاة بالواقع البيئي في العراق.
اما على الجانب الإيراني فالصورة ليست أفضل حالا حيث عمدت طهران الى تغيير مسار أكثر من اثنين واربعين نهرا ومجرى مائيا ووديان موسمية وحرفها عن العراق واعادتها لداخل الحدود الإيرانية ليكون مقدار الواردات المائية من الجانب الإيراني أقل من اثني عشر بالمئة من الحصة العراقية.
قلة الواردات المائية تزامنت مع احتلال العراق المرتبة الخامسة في قائمة الدول الأكثر تأثرا بظاهرة التغير المناخي وسط توقعات بأن يشتد تضرر البلاد من هذه الظاهرة في المستقبل المنظور، كما وتتجلى ظاهرة التغير المناخي في الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة ويترافق ذلك مع تصحر وتقلص للأراضي الخصبة الصالحة للزراعة فضلا عن العواصف الترابية التي باتت أكثر شدة مما سبق.
ويسعى العراق في مؤتمر المياه الذي سيعقد في نيويورك الى تحشيد المواقف الدولية للضغط على دول المنبع من اجل استرداد حصصه المائية المقررة، فيما طالب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش خلال زيارته الى بغداد بمساعدة العراق في ازمة المياه التي يعاني منها.
ووفق تصريحات لوزارة الموارد المائية فان المعطيات تشير إلى أن السنة الحالية ستكون الاشد بشح المياه ما يضطر العراق إلى إطلاق الخزين المتوفر في السدود والخزانات لتلبية الاحتياجات خاصة في المحافظات الجنوبية مع التاكيد على منع التجاوز على الحصة المائية من اجل ضمان وصول المياه لكل المستفيدين.