بالصور.. عرض للمحنطات بالبصرة يضم حيوانات من البيئة العراقية مهددة بالانقراض

السومرية نيوز/ البصرة
استضافت المكتبة المركزية العامة في البصرة معرضاً للحيوانات المحنطة نظمه أحد أبرز هواة التحنيط في المحافظة، وتضمن المعرض مئات الحشرات وعشرات الطيور والثديات والأسماك البحرية والنهرية، بما فيها حيوانات نادرة مهددة بالانقراض.

وقال منظم المعرض هشام خير الله في حديث لـ السومرية نيوز، إن "المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام يضم مئات الحيوانات التي حنطتها بجهد شخصي خلال الأعوام القليلة الماضية"، مبيناً أن "المعرض احتوى على 16 نوعاً من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض من البيئة العراقية، ومنها بعض أنواع الغزلان، والضبع المخطط، وقط الرمل (القط مثلث الرأس)، والقضاعة ذات الفراء الناعم، والأخيرة ربما تكون انقرضت فعلياً".

ولفت خير الله الذي يعمل مدرساً لمادة الأحياء في احدى المدارس الحكومية الى أن "البيئة المحلية في البصرة يعيش فيها 617 نوعاً من الحشرات، وقد تمكنت من تحنيط400 نوع منها بعد تصنيفها في لوحات زجاجية، ومنها أنواع من العقارب والعناكب السامة"، مضيفاً أن "طموحي ينصب منذ أعوام على انشاء متحف للتأريخ الطبيعي يضم جميع المحنطات التي احتفظ بها في منزلي، بحيث يكون المتحف معلماً سياحياً وترفيهياً، كما تكون له فائدة علمية كبيرة من حيث توثيق التنوع الاحيائي في البيئة العراقية".

من جانبه، قال مستشار المحافظ لشؤون التربية والتعليم حسن العطبي لـ السومرية نيوز خلال زيارته المعرض عند افتتاحه إن "هشام خير الله يمتلك موهبة متميزة تستحق الاهتمام والرعاية الحكومية"، موضحاً أنه "بحاجة الى توفير مكان يخصص كمتحف أو معرض دائم يعرض فيه أعماله ليتسنى للمواطنين الاطلاع عليها، كما ان المتحف أو المعرض الدائم سوف يستقطب الكثير من الرحلات المدرسية العلمية في حال انشاءه".

يذكر أن محافظة البصرة تتميز بتنوعها الجغرافي والبيئي، حيث توجد مناطق الأهوار في أطرافها الشمالية، فيما تضم الأجزاء الغربية منها مناطق صحراوية تعد امتداداً للبادية الجنوبية، كما أنها تطل على شمال الخليج من أقصى جنوبها، وقد أوجد التنوع البيئي والجغرافي حالة من التنوع الإحيائي الفريد من نوعه على مستوى المنطقة.

ويعيش في البصرة الكثير من أنواع الزواحف بما فيها أفاع برية ومائية، ومن الحيوانات الثدية بنات آوى والغريري والخنازير والضباع والقطط البرية والذئاب العربية، أما البيئة البحرية فهي زاخرة بالتنوع الإحيائي، حيث تعيش في المياه الإقليمية العراقية التي هي جزء من الخليج أنواع كثيرة من الأسماك والرخويات والحيوانات الثدية المائية، وبعض أنواع الدلافين، كما رصد مركز علوم أبحاث البحار في عام 2010 حوتين صغيرين في المياه العراقية، وبالنسبة إلى أسماك القرش فهي شائعة منذ القدم، وتتسلل صغارها خلال فصل الصيف إلى شط العرب، وفي حالات نادرة تصل عبر شط البصرة إلى مناطق الأهوار، والأخيرة تقصدها مع بداية كل فصل شتاء نتيجة اعتدال مناخها أعداد هائلة من الطيور التي تتكاثر فيها وتغادرها قبيل فصل الصيف إلى بلدان أخرى ضمن هجرات عابرة للقارات.

وفضلاً عن الحيوانات الشائعة تستوطن المحافظة حيوانات نادرة بعضها مهددة عالمياً بالانقراض، ومنها القضاعة ذات الفراء الناعم التي تعرف محلياً بـ"جليب الماي"، وهي من صنف الثدييات البرمائية التي تنتمي الى فصيلة العرسيات، وقد أدرجها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ومواردها ضمن اللائحة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض، وتعد الأهوار الموطن الأصلي لهذا النوع من القضاعات، وقد ساهم باكتشافه علمياً الرحالة وعالم البيئة كافن ماكسويل (1914-1969) عندما قام بشراء قضاعة من أحد أبناء الأهوار ونقلها معه الى انكلترا منتصف خمسينيات القرن الماضي، ليكتشف العلماء أن الحيوان الذي بحوزة ماكسويل غير مصنف علمياً، وقد علق ضمن كتابه (قصبة في مهب الريح) على ذلك بقوله إن "الحيوان الوحيد الذي جلبته معي من الأهوار تبين أنه جديد على العلم".