أنهار البصرة تكاد تخلو من "أبو الزمير" بعد أن غزاها قبل أكثر من نصف قرن

السومرية نيوز/ البصرة

أعلن الباحث في مركز علوم البحار في جامعة البصرة مالك حسن الربيعي، السبت، أن سمكة (أبو الزمير) أصبح وجودها نادراً في شط العرب والأنهار المتفرعة منه بعد أن كانت تنتشر فيها بكثرة منذ أن قامت الحكومة باستيرادها من مصر مطلع الستينات بهدف الحد من استشراء مرض البلهارسيا.

وقال الربيعي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "سمكة (أبو الزمير) التي كانت تنتشر بكثرة في شط العرب والأنهار المتفرعة منه أصبح وجودها في الآونة الأخيرة نادراً بسبب عوامل بيئية طبيعية"، مبيناً أن "هذا النوع من الأسماك يعد من الأسماك الغازية، فقد جلبتها الحكومة العراقية من مصر خلال الستينات لغرض المساعدة في الحد من استشراء مرض البلهارسيا باعتبار السمكة تتغذى على يرقات البعوض، وقد حققت هذا الغرض بكفاءة، لكنها استوطنت البيئة المحلية، وأثرت سلباً على السلسلة الغذائية للأحياء المائية، وهي تداعيات لم تكن محسوبة".

ولفت الربيعي الذي كان مديراً للمركز الى أن "السمكة تسمى أيضاً (الزعيم) لاستيرادها في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم"، مضيفاً أنها "كانت تشكل بسبب انتشارها الواسع مصدر ازعاج للصيادين لانها كثيراً ما تعلق بشباكهم، وعليهم في كل مرة إفلاتها بحذر، كما كانت أحياناً تلسع بأشواكها الحادة الذين يسبحون في مياه شط العرب والأنهار المتفرعة منه".

يشار الى أن سمكة (أبو الزمير) قد تحدث عنها بإسهاب خبير الأحياء المائية الكندي براين دبليو كود في كتابه (أسماك المياه العذبة في العراق) الصادر في موسكو عام 2010، والمترجم الى اللغة العربية من قبل مركز علوم البحار في عام 2013، إذ قال إن "أسماك القط التابعة لعائلة (أبو الزمير) موجودة في المياه العذبة لأفريقيا وآسيا، وبعض الأنواع يصل طولها الى مترين، وهناك 18 جنساً و170 نوعاً، منها نوع واحد فقط مسجل في العراق".

ولم يتطرق المؤلف الى انحسار وجود هذا النوع من الأسماك، لكنه أشار الى ظروف قد تكون هي سبب تقلص أعداده، إذ لفت الى أن "هذا النوع لوحظ وجوده في الأنهار والأهوار والمياه المويلحة في العراق بالرغم من حدوث نفوق صيفي بسبب قلة مستويات الماء وزيادة الملوحة"، مضيفاً أن "ليس لهذا النوع أهمية اقتصادية، وهواة الصيد يصطادونه بالخيط والصنارة، ولكونه عديم الحراشف فإنه لا يؤكل".