هل يُعرّض الطقس الفضائي مهمّة "ناسا" لإرسال البشر إلى القمر للخطر؟

قد تكون كرة الغاز الساخنة المشتعلة في مركز نظامنا الشمسيّ مشكلة لمستكشفي القمر في المستقبل. إذ تشير دراسة جديدة، نُشرت في مجلة الفيزياء الشمسية أمس الخميس، إلى أنّ برنامج "أرتيمس" التابع لوكالة "ناسا" الذي يهدف إلى إرسال البشر إلى القمر بحلول عام 2024، قد يواجه تجربة صعبة للغاية أو حتى الفشل بسبب طقس الفضاء القاسي.

ودرس خبراء الأرصاد الشمسية من جامعة ريدنغ، بيانات الطقس الفضائي لأكثر من 150 عاماً، لاكتشاف توقيت أنماط أكثر الأحداث تطرفاً، التي يمكن أن تشكّل خطراً على روّاد الفضاء والأقمار الصناعية، وتعطّل شبكات الطاقة إذا وصلت إلى الأرض.

وكشف الباحثون أنّ المهامّ المخطّطة لإرسال البشر إلى القمر يجب أن تتم بسرعة، لتجنّب حدوث فترات الطقس القاسي في الفضاء.

ووجد الباحثون لأول مرة أنّ أحداث الطقس الفضائي القاسي، من المرجّح أن تحدث مبكراً في الدورات الشمسية ذات الأرقام الزوجية، وتتأخر في الدورات ذات الأرقام الفردية، ومن المقرر أن تحدث الجولة التالية بين عامي 2026 و2030.

ومن المرجّح أيضاً أن يكون لهذه النتائج آثار على برنامج أرتميس المقرر عام 2024، الذي يمكن تأجيله إلى أواخر عقد 2020.

وبحسب ما نقله موقع "سي نت"، تحدث الدورات الشمسية في كتل مدتها 11 عاماً. وقد دخلنا مؤخراً دورة الطاقة الشمسية ذات الأرقام الفردية 25، التي بدأت في وقت ما في كانون الأول 2019، وستستمر حتى عام 2030 تقريباً.

ومن المتوقع أن يرتفع نشاط الطاقة الشمسية إلى حدّه الأقصى عام 2025.

من جانبه، قال البروفسور ماثيو أوينز، عالم الفضاء والمؤلف المشارك في الدراسة، إنه "كان يعتقد سابقاً أنّ الأحداث التي يشهدها طقس الفضاء عشوائية في توقيتها، إلا أنه تبيّن أنه يمكن التنبؤ بها".

وأضاف: "لا تعتقد كلّ من وكالة "ناسا" والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أنّ الدورة الشمسية 25 ستكون "نشطة بشكل خاصّ"، ولكن الأحداث المتطرّفة ستحدث وليس لدينا طريقة جيدة للتنبؤ بها".

وقال الفريق إن النتائج التي توصلوا إليها ستساعد المتنبئين بالطقس الفضائي، على التنبؤ بالعقد القادم من الدورة الشمسية الحالية التي بدأت. لذا فإنّ أيّ مهمات فضائية مهمة في السنوات المقبلة، بما في ذلك إرسال روّاد الفضاء إلى القمر والمرّيخ، ستكون أقلّ عرضة لمواجهة أحداث طقس الفضاء القاسية خلال النصف الأول من الدورة الشمسية.