إذا بدأت بالرقص لن تستطيع التوقّف... الفكرة بحدّ ذاتها مرعبة لكن هذا ما حدث في مدينة ستراسبورغ. إنه طاعون الرقص!
القصة بدأت في أحد أيّام تموز الحارة من عام 1518 عندما جاءت فتاة تُدعى فراو تروفيا إلى ساحة في ستراسبورغ وبدأت في الرقص.
بدايةً اكتفى السكان بمشاهدتها من باب الفضول. فما كانت تفعلع ليس عاديًّا. لكن ما لم يخطر في بالهم هو إصابتهم بعدوى الرقص منها؛ فبعد مشاهدة تروفيا ترقص على مدى 6 أيّام متواصلة، انضم إليها نحو 34 شخصًا لتتّسع العدوى وتشمل 400 شخص...
هيستريا رقص جماعية سيطرت على أهل المدينة ليلًا نهارًا حتى نهاية شهر أيلول: في الساحات والطرقات، على الأدراج والشرفات، وفي الأماكن العامّة... حتى الموت!
نعم الموت... فمات كثيرون من المشاركين بسبب النوبات القلبية او السكتات الدماغية او الإرهاق.
فمع استمرار الوباء في الانتشار استعان نبلاء المدينة بالأطباء، فطلبوا من الحكومة أن تفتح ساحات للرقص لاعتقادهم بأن السبب هو ارتفاع معدلات الدم الحار الذي يجعل الناس ينتفضون في صورة رقصات مجنونة لخفض حرارة أجسادهم، ولكن للأسف تسبب هذا الاقتراح بسقوط ضحايا جدد.
وحير "طاعون الرقص" العلماء والفنانين في تلك الحقبة حتّى أن البعض ربطه بلعنة القديس سانت فيتوس التي حلت على أهل المدينة لكثرة معاصيهم فيما ربطه البعض الآخر أنه تسمم جماعي انتقل عن طريق فطر ينمو في الخبز، وهو معروف بأعراضه المتضمنة للتشنجات والهلوسة.
قد تعتقد أن هذه القصّة مجرّد أسطورة لكن السجلات التاريخية للقرن السادس عشر وثقت الحادثة التي أصابت كل من سويسرا وألمانيا وهولندا أيضًا.
لكن ما حدث في ستراسبورغ كان الاكثر فتكاً بالنسبة إلى عدد الإصابات والضحايا
وبالرغم من تطور العلم إلا أن أحداً لم يقدم تفسيراً منطقياً لطاعون الرقص القاتل، ليبقى أحد الألغاز المحيرة للعلماء. وينطبق عليه مثل "من الرقص... ما قتل".