مشاريع معطلة للمجاري تخلف بالوعات بلا أغطية تقلق العوائل البصرية وتهدد حياة أطفالها

السومرية نيوز/ البصرة
مئات المشاريع الخدمية في البصرة تقرر إيقاف العمل فيها قبل انجازها بسبب الضائقة المالية التي تعصف بالبلد منذ العام الماضي، منها مشاريع لإنشاء شبكات للمجاري تركت على حالها مخلفة حفراً وأنقاض وبالوعات مكشوفة بلا أغطية، وهي ظاهرة تثير قلق الكثير من البصريين، وتزايد هذا القلق بعد وفاة طفلة في قضاء شط العرب من جراء سقوطها في بالوعة مكشوفة منذ ثلاثة أعوام دون أن تحرك الجهات المعنية ساكناً لتغطيتها.

وقال والد الطفلة ضياء شطنان حبيب في حديث لـ السومرية نيوز خلال اللقاء به في مجلس الفاتحة إن "مشروعاً للمجاري توقف العمل به قبل انجازه وترك بالوعة مكشوفة بعمق يصل الى مترين، ولخطورتها قدمنا أكثر من مرة شكوى للبلدية لمعالجتها، وفي إحدى المرات حضرت لجنة قامت بإجراء كشف موقعي، ثم غادرت دون أن تتخذ أي اجراء"، مبيناً أن "البالوعة ظلت تشكل مصدر قلق لساكني المنطقة منذ ثلاثة أعوام حتى تسببت قبل أيام قليلة بمأساة عندما سقطت ابنتي البالغة من العمر عامين وبضعة أشهر فيها وفارقت الحياة".

ولفت والد الطفلة الى أن "الطفلة خرجت بحدود الساعة الخامسة عصراً مع عدد من الأطفال لشراء الحلوى من محل قريب، وأثناء مشيها تعثرت وسقطت في البالوعة، وقد أمضينا الليل نبحث عنها في حالة من القلق الشديد، ومع حلول الصباح خطرت في بال أحدنا البالوعة المهملة فتوجهنا لها وبداخلها عثرنا على الجثة"، مضيفاً أنه "بعد العثور على الجثة واجهت القاضي في المحكمة لطلب الشكوى فاشترط تشريحها للمضي بإجراءات الشكوى، فأخبرته بوجود شهود عيان وتسجيل لكاميرا مراقبة، لكنه أصر على ذلك، ولم أوافق لاني لا أريد أن تخضع ابنتي للتشريح بعد أن قضت ليلة كاملة في بالوعة مظلمة بدل أحضان عائلتها".

وأشار والد الطفلة الى أن "ما يهمنا حالياً قبول الشكوى لتشمل جميع الأطراف ذات العلاقة، ومنها البلديات والمجلس البلدي والشركة المنفذة للمشروع"، معتبراً أن "الشكوى لن تعيد الحياة الى الطفلة، ولكن الهدف منها حماية أطفال المواطنين الآخرين، فأرجو من السلطة القضائية الموافقة على المطلب توخياً للمصلحة العامة".

وبحسب الشيخ عبد الخالق العبادي وهو أحد وجهاء المنطقة التي وقع فيها الحادث فإن "الطفلة فقدت حياتها وخسرها أهلها بسبب الإهمال الحكومي وتقاعس بعض الجهات عن القيام بواجباتها"، مضيفاً أن "المشروع كان بعهدة شركة، والشركة توقفت عن العمل، وكان يفترض من الجهات الحكومية المختصة أن تسارع الى اغلاق البالوعة حرصاً على سلامة الناس، ولكنها لم تفعل حتى بعد وفاة الطفلة، وهو ما اضطر بعض المواطنين الى إغلاقها بغطاء معدني".

من جانبها، قالت رئيس لجنة الاعمار والتطوير في مجلس المحافظة زهرة البجاري في حديث لـ السومرية نيوز، إن "مشكلة المشاريع التي توقف العمل بها قبل انجازها، وبخاصة مشاريع تأسيس شبكات المجاري، تهدد سلامة المواطنين وتشكل خطورة على حياتهم، ولاسيما الأطفال منهم، حيث توجد شوارع حفرت وتركت أنقاضها، وهناك بالوعات مفتوحة"، مبينة أن "تلك المشاريع توقف العمل بها لأسباب مالية بموجب قرار من الحكومة الإتحادية يقضي بإيقاف العمل في المشاريع التي تقل نسب انجازها عن 80%".

واعتبرت البجاري أن "الحل يكمن في تخصيص أموال لإكمال تلك المشاريع"، مضيفة أن "خطورتها لا تقتصر على سلامة المواطنين فالمشاريع المتوقفة نفسها معرضة لخطر الاندثار بنسبة تصل الى 70%، وهو ما يشكل هدراً في المال العام".

يشار الى أن محافظة البصرة شهدت خلال الأعوام الماضية وفاة وإصابة العديد من المواطنين من جراء الاستخفاف بإجراءات وشروط السلامة بحسب مراقبين، فقد تسببت بعض مشاريع الطرق والمجاري بحوادث مرورية أسفرت عن حالات وفاة وإصابات، وقبل أيام قليلة لقيت أم حامل مع طفليها مصارعهم غرقاً من جراء سقوط السيارة التي كانت تقلهم من جسر الشهيد كنعان التميمي (جسر التنومة)، وذلك لمرور السيارة عليه في أثناء قطعه من منتصفه لغرض افساح المجال لمرور البواخر، وكان من المفترض قطع مداخل الجسر لمنع السيارات من المرور خلال القيام بذلك.