السومرية نيوز/
كركوك
أزمة ديون، كانت أكبر مشكلة مر بها نادي كركوك الرياضي، فمعاناته من عدم وجود دعم مالي جعلته خارج دوري النخبة ودخوله ما يسمى بـ"دوري المظاليم".
وقلة التخصيصات التي أدت الى هجرة لاعبيه الذين لا يملكون سيارة خاصة بالنادي لكي تقلهم، ومنتهى الغرابة هي العقد الذي وقعه لاعب روماني مع النادي قبل أن يهرب تاركاً جوازه بعد أن أستلم 15 ألف دولار كقسط أول من العقد، كل هذا وأكثر أصاب نادي كركوك بما وصفه رئيسه بـ"حاجز النحس" الذي لم يفارق النادي، الذي قالوا عنه بأنه "فارس وقع من صهوة حصانه والمال خانه".
من الدرجة النخبة لدوري "المظاليم"
ويقول رئيس نادي كركوك
عبد الكريم حمزة في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "فريق كركوك سيكون غائبا عن دوري النخبة واللعب في الدوريات المتدنية، أو ما يسمى بدوري المظاليم، والسبب هو الأزمة المالية التي عصفت بالنادي منذ انطلاقة الدوري وهددنا بالانسحاب منه، وعقدنا عدة لقاءات مع الإدارة ومجلس المحافظة وتم تخصيص مبلغ 744 مليون دينار لنادي كركوك الرياضي للمشاركة في دوري الدرجة الممتازة العراقي للموسم الكروي 2012 - 2013، بناء على كتاب مجلس المحافظة المرقم 1776 والصادر في السابع من تشرين 2012".
وأضاف حمزة أن "الاتفاق جرى على تقديم الدعم المالي، حيث قررت صرف المبلغ المذكور أعلاه على شكل دفعات شهرية، استلمت
إدارة النادي الدفعة الأولى منها والبالغة 131 مليون و100 ألف دينار فقط"، مؤكداً أن "إدارة النادي عانت من أزمة ديون تجاوزت الـ100 مليون دينار، تراكمت عليها من مصروفات عقود اللاعبين والمدرب الذي تم التعاقد معه في بداية الموسم، وهو الكابتن
حميد سلمان".
وأشار حمزة إلى أن "النادي ومع قلة التخصيصات تعرض الى هجرة اللاعبين مع انطلاق الدوري واستقرت النتائج في أول ست مباريات، ولكن عادت النتائج الى التفاوت بين الفوز والخسارة والتعادل وحاجز النحس لم يفارق النادي بسبب تلك الظروف"، متابعاً أن "نادي كركوك لا يمتلك سيارة تقل لاعبيه، وحصلنا على سيارة تم تخصيصها من قبل محافظ
كركوك نجم الدين كريم، لكن لم يتم تسجيلها ووضع أرقام لها لذلك لا نستطيع التنقل بها".
الروماني ترك جوازه وهرب بـ15 ألف دولار
وعن عقود اللاعبين المحترفين والمحليين يؤكد حمزة أن "كركوك تعاقد في بداية انطلاقة الدوري العراقي مع لاعب روماني عبر وسيط في التعاقدات من قضاء
زاخو، وتوصلنا إلى اتفاق معه بقيمة أولية تصل إلى 20 ألف دولار وحين وصلنا الى الاتفاق معه وتسلميه القسط الأول والبالغ 15 ألف دولار، لكن المدرب لم يقتنع بأداءه بعد أجراء الاختبارات، لذلك قمنا بحجز جواز سفره لكنه قام بالهرب الى
اربيل مع مبلغ القسط الأول من العقد، والسفر عن طريق القنصلية الرومانية بعد أن أخبرهم أنه أضاع جوازه".
وأشار حمزة الى أن "الخطوة التالية كانت بالتعاقد مع أربعة لاعبين مصريين، الذين نجحوا في تقديم مستوى جيد لفريق كركوك وكانت قيمة عقد اللاعب الواحد تتجاوز 15 ألف دولار ولكن كثرة الإصابات حرمت اللاعبين من المشاركة في عدد من المباريات"، مبيناً أن "النادي تعاقد أيضا مع السنغالي مادو مالك وهو أول لاعب أجنبي في تاريخ النادي ويلعب في مركز الهجوم ويبلغ من العمر 23 عاما".
المدرب: أنا أغامر بسمعتي
ويصف مدرب فريق كركوك المستقيل، حميد سلمان، تجربته في تدريب فريق كركوك الكروي بالقاسية، معتبرا أن قبوله للمهمة مغامرة بسمعته التدريبية، فيما أكد هبوط كركوك من الدرجة الممتازة سببها عدم التخطيط السليم من قبل إدارة النادي.
وقال سلمان في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "تجربتي مع نادي كركوك في
دوري النخبة كانت قاسية ولن أكررها في المستقبل"، عازيا ذلك إلى أن "إدارة النادي لم تفي بوعودها التي قطعتها قبل انطلاق الدوري والتي أبرزها توفير لاعبين محترفين وعلى مستوى جيد لغرض تقديم مستوى فني عالي في الدوري".
وأضاف سلمان أن "الحسابات التي وضعتها قبل توقيع عقدي مع الفريق كانت في غير محلها وقد غامرت بسمعتي التدريبية عبر قبولي المهمة"، مشيراً إلى أن "فريق كركوك مر في ظروف صعبة منها افتقار النادي للتخطيط السليم وعدم توفير لاعبين للمشاركة في الدوري الكردستاني وتسبب عنها الهبوط للدرجة الممتازة ومغادرة النخبة فيما لو فشلت الإدارة بمعالجة المشاكل المالية".
فارس وقع من صهوة حصانه والمال خانه
من جهته يقول مدرب فريق كركوك داروان قادر في حديث لـ" السومرية نيوز"، إن "المراقب لأداء فريق كركوك في دوري النخبة يستطيع تقييم أي يكمن مواقع الخلل هل في الإدارة أو المدرب أو اللاعبين، وأن الفريق قدم مستويات متفاوتة والسبب الرئيس هو قلة الدعم المالي الذي خان الفريق وسبب جميع مشاكله".
وأضاف قادر أن "فريق كركوك فارس سقط من صهوة حصانه وكثرة الأخطاء ولدت مغادرة الفريق من دوري الدرجة الممتازة، وأن تعاقد الإدارة مع المدربين الاثنين كان له دور الرحيل لان المدرب الذي يتعاقد مع الفريق ينظر له على أنه دون المستوى، ويتعامل معه وفق هذا المنظور ويفشل".
ويشير بعد رحيل مظفر جبار تسلمت مهمة تدريب الفريق وقدمنا مستوى طيب وأحرجنا فرق كبار في الدوري ولكن قلة الأعداد واللاعبين ساهم في ايجاد فريق متآكل يقود سفينة كركوك الى حيث بر الأمان ولكن ما حدث ما حدث وحتى وان بقى فريق كركوك في الدوري فان لن يستمر في اللعب بسبب الضائقة المالية".
ضياع بين الدوري العراقي والكردستاني
من جهته يقول المدرب الثاني للفريق مظفر جبار، في حديث لـ"السومرية نيوز" "بعد تسلمي تدريب فريق كركوك وقبل البدء التدريب مع المرحلة الثانية من الدوري، لم يخض الفريق أية مباراة تجريبية، لان لاعبي كركوك مشتتين بين الدوري العراقي ودوري
إقليم كردستان وانعكس على أداء الفريق فنيا وبدنياً، وحين تسلمت المهمة كان الفريق يعاني من جملة مشاكل فنية ".
ويضيف جبار أن "المشكلة الكبيرة في الإدارة التي غابت عن الفريق، وبالتالي ظهر فريقا غير قادر على مجابهة الفرق بسبب الإجهاد وقلة الدعم".
مليون و666 ألف دينار
ويقول عضو الهيئة الإدارية لنادي كركوك جنكيز
ياسين في حديث لـ" السومرية نيوز"، إن "إدارة نادي كركوك تنفي تلقيها أي نوع من الدعم المالي من قبل
الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم" مبيناً أن "ما صرح به
عضو الاتحاد كامل زغير عن تقديم الاتحاد أموالاً لنادينا هي أنباء غير صحيحة وغير دقيقة ونحن نطالبه أن يكشف لنا مقدار الدعم الذي قدمه الاتحاد منذ انطلاق الدوري الى غاية الآن".
وأضاف ياسين أن "الإتحاد طلب من فريقنا في مبارياتنا مع فريق
دهوك ضمن المرحلة الأولى من الدوري، بدفع أجور حكام المباراة البالغة مليون و666 ألف دينار، وإرجاعها لنا في وقت آخر"، مؤكداً أن "الإتحاد لم يرد المبلغ حتى الآن".
وأوضح ياسين أن "إدارة نادي كركوك مرت بظروف صعبة وضائقة مالية كبيرة انعكست بشكل كبير على مستوى الفريق الذي بات قريباً من الهبوط الى الدرجة الممتازة ونحن نستغرب إطلاق تصريحات عن تقديم الدعم من قبل الاتحاد للنادي في الوقت الذي لم نر أي دعم من قبل الاتحاد".
سوء التخطيط والتعاقد وقلة الدعم
من جانبه يقول الصحفي الرياضي زانا سعد الله في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "سوء التخطيط من قبل الإدارة في التعاقد مع المدربين الذين ينتظرون الى اللاعبين والنادي نظرة فوقية وهذا العامل يجعل مهمة المدرب صعبة مع لاعبي كركوك كأنه مجبر على تدريب فريق دون مستوى الطموح حسب ما يفكرون هم".
ويضيف سعد الله أن "فريق كركوك لم يظهر في المستوى الذي كنا نتمنى له اللعب فيها والسبب هو الأزمة المالية وكذلك المالية وغياب الهداف الصريح لفريق كركوك الذب بات يمتلك اضعف خط هجوم"، مشيراً الى أن "كركوك جمع 18 نقطة ودخل مرماه 68 هدف وسجل 15 هدفاَ و23 خسارة وتعادل 6 مباريات وفاز في أربعة مباريات ولعب 33 مباراة".