Alsumaria Tv

أطفال في بابل يهيمن عليهم الحزن بعد أن غادروا طفولتهم إلى ميادين العمل

2014-01-16 | 09:13
Alsumaria Tv https://www.alsumaria.tv/authors
أطفال في بابل يهيمن عليهم الحزن بعد أن غادروا طفولتهم إلى ميادين العمل

تستمر ظاهرة عمالة الأطفال بالانتشار في عموم محافظة بابل، مستمدة أسباب تواصلها من ظروف الحرب وعدم الاستقرار والفقر التي مر بها العراق على مدى عقود من الزمن.

السومرية نيوز / بابل
تستمر ظاهرة عمالة الأطفال بالانتشار في عموم محافظة بابل، مستمدة أسباب تواصلها من ظروف الحرب وعدم الاستقرار والفقر التي مر بها العراق على مدى عقود من الزمن.

بعد أن فقدوا ذويهم ومعيلي أسرهم، أجبر أطفال كثر على النزول الى سوق العمل، وهم يعيشون مزيجاً من مشاعر الحزن التي يتخللها الحذر والقلق والترقب خوفاً من مستقبل يرونه غامضاً، بعد أن حرموا لذة الاستمتاع بمرحلتهم العمرية وكبروا قبل أوانهم، فيما يؤكد مختصون أن ذلك مؤشر "خطير" يهدد مستقبل البلد برمته، ما يستدعي معالجة جدية توقف نمو ظاهرة عمالة الأطفال.

ظروف قاهرة تجبر الأطفال على العمل

محمد فتاح طفل اضطر لترك الدراسة والعمل، بعد أن فقد والده وشقيقه الأكبر بانفجار سيارة مفخخة في مدينة الحلة عام 2005.

ويقول فتاح البالغ من العمر 12 عاماً إنه عمل في مجالات عديدة، بينها بيع أكياس النايلون وحمل حاجيات الناس الذين يتبضعون في أسوق الخضر، واستقر مؤخراً كعامل نجارة، موضحا أنه يحصل على اجر يومي زهيد بالكاد يسد رمق شقيقتيه.

ويواصل فتاح حديثه لـ"السومرية نيوز" قائلا "تركت الدراسة وانا في الثاني الابتدائي لأن والدتي لا تستطيع أن توفر لنا المأكل والملبس بمفردها"، ويبين أن والدته "تصنع الكبة لعدد من منازل المنطقة، لكنها لا تحصل على مردود مالي يكفي لإعانة العائلة"، فيما يتمنى العودة الى مقاعد الدراسة، لكنه لا يستطيع، كونه يعمل منذ السابعة صباحا حتى الخامسة مساءاً.

والطفل فتاح هو نموذج لمعاناة الكثيرين من أقرانه في بابل ومحافظات عراقية أخرى، أصبحت أيديهم الناعمة خشنة في وقت مبكر، بعد أن صادر الفقر طفولتهم ووضعهم في موقع المسؤولية مكرهين.

مؤشر خطير

يقول رئيس قسم طب المجتمع في كلية الطب بجامعة بابل الدكتور حسن بيعي إن "عمالة الاطفال مؤشر خطير، وهي إساءة للطفل تتنافى مع نصوص اتفاقية حقوق الطفل التي اعلنتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1989 وصادق عليها العراق عام 1993".

ويوضح بيعي، وهو خبير في منظمة الصحة الدولية، أن "احد حقوق الطفل التي نصت عليها الاتفاقية هي ابعاده عن ميادين العمل"، ويلفت إلى أن "رعاية وحماية الطفولة يجب أن تكون من اولويات الحكومة، لأن الطفل هو رجل المستقبل، وإذا لم يعتن أحد به لا يمكن بناءه بصورة صحيحة، وبالتالي لا يشهد المستقبل تنمية صحيحة".

ويعزو بيعي أسباب تفشي عمالة الأطفال في بابل الى "الفقر الذي يدفع الكثير من الآباء إلى الضغط على أبنائهم لترك الدراسة والعمل لتوفير لقمة العيش، فضلا عن جهل تلك العوائل التي تدفع بأبنائها إلى العمل في سن مبكرة".

ويؤكد أن "عمالة الأطفال وتركهم للدراسة تتزايد باستمرار، ونصفهم يرغبون بالعودة الى المدرسة، لكن الجانب الاقتصادي المتردي لعوائلهم يحول دون ذلك"، داعيا الى "تأسيس جمعية ترعى هذه الفئة لتلافي الاخطار الاجتماعية التي قد تنجم مستقبلا، ودعم عوائلهم ماديا من اجل عودة اطفالهم الى الدراسة".

برامج تنمية تواجه بـ"عراقيل"

ويؤكد نائب رئيس مجلس بابل عقيل الربيعي أن "الحكومة المحلية في بابل وضعت برنامجا لإنعاش الاقتصاد في المحافظة وتقليص نسبة الفقر، لكن هذا البرامج لم يطبق منه أكثر من 10% نتيجة وجود خلل في التشريعات والانظمة وعدم وجود صلاحيات للحكومة المحلية".

ويضيف الربيعي أن "كل دول العالم توجهت الى الاستثمار لانعاش اقتصادها"، موضحا أن "إدارة المحافظة تحركت على هيئة الاستثمار، لكنها اصطدمت بوجود قوانين تعرقل الاستثمار، فأغلب دوائر المحافظة متمسكة بتوجيهات وزاراتها، ما أدى الى ضعف الاستثمار، وانعكس ذلك على الاقتصاد".

ويطالب الربيعي الحكومة الاتحادية بـ"عقد مؤتمر موسع لمناقشة أسباب تردي الواقع الاقتصادي الذي انعكس سلبا على العوائل وتسبب ببروز ظاهرة عمالة الأطفال".

مقترحات لتقليص ضرر عمالة الأطفال

ويوضح الخبير الاقتصادي جواد البكري في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "ظاهرة عمالة الاطفال باتت واضحة للعيان واستشرت لأسباب عدة منها عدم وجود برامج لتنشيط الواقع الاقتصادي وضعف المردود الاقتصادي لدخل الفرد، الى جانب توقف الأنشطة الاقتصادية".

ويقترح البكري "منح التعليم فرصة للاهتمام بهذه الشريحة من خلال انعاش الاقتصاد ببرامج واضحة وذات رؤية استراتيجية، والحد من تخبط البرامج الاقتصادية التي تلحق الضرر بالطفل وعائلته".

يذكر أن قانون العمل رقم 71 لعام 1987 الخاصة بعمل الاطفال، يمنع استغلال الطفل في العمل، ويراعي الجانب الصحي لهم، كما حدد المهن او الحرف الخطيرة التي تسبب لهم الأمراض المعدية وتشكل خطورة على حياتهم أو على اخلاقهم، وهي مهن قابلة للزيادة حسب ما يتم تقييم مدى خطورتها.
>> تابع قناة السومرية على  منصةX 
+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
ناس وناس
Play
منطقة الصدرية بغداد - ناس وناس م٨ - الحلقة ١٧٥ | الموسم 8
04:00 | 2025-12-10
Play
منطقة الصدرية بغداد - ناس وناس م٨ - الحلقة ١٧٥ | الموسم 8
04:00 | 2025-12-10
52 دقيقة
Play
توقيف رواتب شهــ داء الإرهـ !ب - 52 دقيقة م٧ - حلقة ٣٠ | الموسم 7
15:00 | 2025-12-09
Play
توقيف رواتب شهــ داء الإرهـ !ب - 52 دقيقة م٧ - حلقة ٣٠ | الموسم 7
15:00 | 2025-12-09
من الأخير
Play
كربلاء في ظل التنمية - من الأخير م٢ - حلقة ٩٨ | الموسم 2
14:00 | 2025-12-09
Play
كربلاء في ظل التنمية - من الأخير م٢ - حلقة ٩٨ | الموسم 2
14:00 | 2025-12-09
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ٩ كانون الأول ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-12-09
Play
نشرة ٩ كانون الأول ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-12-09
العراق في دقيقة
Play
العراق في دقيقة 09-12-2025 | 2025
12:30 | 2025-12-09
Play
العراق في دقيقة 09-12-2025 | 2025
12:30 | 2025-12-09
Live Talk
Play
زيارة الأماكن التاريخية بروح جديدة - Live Talk - الحلقة ١٧٧ | 2025
10:30 | 2025-12-09
Play
زيارة الأماكن التاريخية بروح جديدة - Live Talk - الحلقة ١٧٧ | 2025
10:30 | 2025-12-09
أسرار الفلك
Play
عام 2026 سنة النهضة والعمران | 2026
05:40 | 2025-12-09
Play
عام 2026 سنة النهضة والعمران | 2026
05:40 | 2025-12-09
عشرين
Play
الولاية الثانية .. بين الوقائع والموانع! - عشرين م٤ - الحلقة ٤٤ | الموسم 4
15:30 | 2025-12-06
Play
الولاية الثانية .. بين الوقائع والموانع! - عشرين م٤ - الحلقة ٤٤ | الموسم 4
15:30 | 2025-12-06
رحال
Play
رحلة الى قلب الشامية في الديوانية - رحال م٦ - الحلقة ٢٥ | الموسم 6
13:30 | 2025-12-06
Play
رحلة الى قلب الشامية في الديوانية - رحال م٦ - الحلقة ٢٥ | الموسم 6
13:30 | 2025-12-06
Biotic
Play
مشاكل الجهاز الهضمي - م٤ Biotic - الحلقة ٣١ | الموسم 4
15:00 | 2025-12-05
Play
مشاكل الجهاز الهضمي - م٤ Biotic - الحلقة ٣١ | الموسم 4
15:00 | 2025-12-05
الأكثر مشاهدة
اخترنا لك
توقعات 2026.. سنة النهضة والعمران بـ "عام الشمس"
04:05 | 2025-12-10
من بينها الاسد.. عطارد يفتح أبواب الثراء لـ 4 أبراج والتنافس يصل حد الخيانة!
03:34 | 2025-12-10
بالفيديو: اجواء حماسية من ملعب مباراة العراق والجزائر
11:22 | 2025-12-09
الحرية تعلن وصولها إلى برج الثّور.. إنّها سنة التعويض عن 7 سنوات من العبء!
11:00 | 2025-12-09
يوم من الفرص والدروس والتوازن... ماذا يخبئ الفلك للحمل والثور والدلو والحوت؟
06:40 | 2025-12-09
2026 سنة القفزة الكبرى للحمل.. عندما يُجبر "ملك التحدي" على إعادة بناء عالمه!
04:09 | 2025-12-09
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية