الاعمار والإسكان تؤكد قرب انجاز تأهيل كنيسة سيدة النجاة بكلفة أكثر من ملياري دينار

السومرية نيوز/ بغداد
أكدت وزارة الاعمار والإسكان، الثلاثاء، قرب الانتهاء من مشروع اعادة اعمار كنيسة سيدة النجاة في بغداد بكلفة اجمالية تبلغ اكثر من ملياري دينار، مشيرة إلى أن  الكنيسة ستعود "بحلة جديدة" وأفضل مما كانت عليه سابقا.

وقالت وزير الاعمار والإسكان محمد صاحب الدراجي في بيان صدر، اليوم، وتلقت "السومرية نيوز"، نسخة منه، إن "الوزارة شارفت على قرب إنجاز تأهيل كنسية سيدة النجاة في منطقة الكرادة، وسط بغداد، التي تعرضت للدمار نتيجة عمل ارهابي، في تشرين الاول من العام 2010"، مبينا أن "الكلفة الاجمالية لتأهيل الكنيسة بلغت مليارين وثلاثة ملايين دينار عراقي".

وأضاف الدراجي أن "أنجاز هذا المشروع يرسل رسالة قوية للإرهاب بأننا نقف مع اخواننا المسيحيين فهم شركائنا في الوطن ولا يمكننا بأي حال من الاحوال أن نسمح لأعداء العراق بأن يحققوا أهدافهم الخسيسة بتفريقنا وشق وحدتنا الوطنية، مؤكدا أن "كنيسة سيدة النجاة ستعود بحلة جديدة وأفضل مما كانت عليه قبل العمل الارهابي الجبان الذي استهدفها".

وتابع الدراجي أن "أعمال المشروع الذي نفذته شركة الفاو الهندسية العامة التابعة للوزارة تتضمن أعمالاً داخلية تشمل رفع كافة الأنقاض من الموقع والمباشرة بأعمال الإنهاءات الداخلية التراثية"، مشيرا إلى أن "عملية التأهيل تضمنت تنفيذ هياكل وديكورات خاصة بقاعة الكنيسة الداخلية تتمثل بأعمال خشبية وزجاجية وتراكيب الانارة والتغليف بمادة المرمر وبنفس طبيعة ومواصفات المواد التي أنشأت منها الكنيسة لتعطي نفس الطابع المعماري السابق".

ولفت الدراجي إلى أن "الشركة نفذت جزء من المذبح حسب التصاميم المستوحاة من الاعمال المماثلة لها في كنائس اخرى بما يحاكي الارث الديني المسيحي"، مؤكدا أنه "تم احضار جزء من هذه المواد والتراكيب من جمهورية الفاتيكان بشكل مباشر وكذلك تم اعداد نقوش داخلية تتضمن اسماء الضحايا لتوثيق هذا الحدث في الكنيسة".

وأشار الدراجي إلى أن "الاعمال الخارجية للمشروع شملت تنفيذ مقبرة جديدة وأعمال معالجة السرداب وتغليفه بالمرمر وإعادة تنفيذ واجهة القاعة الرئيسة برؤيا حديثة وحسب توصيات وتصاميم المراجع المسيحية، إضافة إلى تنفيذ مزار وصب الارضيات للباحات الخارجية بمرمر الصب الموقعي".

وتعرضت كنيسة سيدة النجاة التي تقع في منطقة الكرادة وسط بغداد لاقتحام من قبل مسلحين، في (31 تشرين الأول 2010)، واحتجزوا خلالها عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، فيما تبنى الهجوم تنظيم ما يعرف بـ"دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم القاعدة، مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد.

وانخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب العام 2003 بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد إلى الهجمات في عموم مناطق العراق، خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك.

يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون إلى أعمال عنف منذ عام 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في شهر آذار من العام 2008.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد عام 2003.