Alsumaria Tv

في الذكرى المئوية لإبرامها .. كيف زادت "سايكس بيكو" من الأزمة السورية العصية على الحل

2016-05-18 | 02:42
Alsumaria Tv https://www.alsumaria.tv/authors
في الذكرى المئوية لإبرامها .. كيف زادت "سايكس بيكو" من الأزمة السورية العصية على الحل

قبل 100 عام، وفي يوم الاثنين 16 مايو/ أيار 1916، وقعت بريطانيا وفرنسا معاهدة سرية قسّمت الشرق الأوسط إلى "مناطق نفوذ" انتدابية، وشكّلت معالم وتضاريس خريطة الشرق الأوسط الحديث.

السومرية نيوز/ بغداد
قبل 100 عام، وفي يوم الاثنين 16 مايو/ أيار 1916، وقعت بريطانيا وفرنسا معاهدة سرية قسّمت الشرق الأوسط إلى "مناطق نفوذ" انتدابية، وشكّلت معالم وتضاريس خريطة الشرق الأوسط الحديث.

لكن أحداً لم يحفل بتلك الذكرى المئوية، بينما كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظراؤه الأوروبيون والعرب والإيرانيون مجتمعين في فيينا في آخر محاولة دولية لإنهاء الحرب السورية.

المحاولة تهدف إلى تحقيق "انتقال سياسي" – في تسمية مخففة كناية عن رحيل الأسد - لكن هذا الهدف هو على الأقل هدف التحالف الغربي والعربي، فيما يبدو أن للإيرانيين والروس نظرة مغايرة.

المعاهدة المذكورة ما هي إلا معاهدة "سايكس - بيكو" التي قسّمت المنطقة بيد المستعمر خدمةً لمصالحه ومطامعه.

لكن إرث المعاهدة التي انكشفت أوراقها غداة الثورة الروسية عام 1917 خيّم بثقله على مساعي كيري ونظرائه الوزراء بينما هم منهمكون في فيينا، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الإثنين 16 مايو/أيار 2016.

إذ لم يسبق طوال القرن الماضي أن تقلقلت حدود تلك المعاهدة أو تهاوت بهذا الشكل، لذلك هناك مساعٍ للحفاظ عليها.

وحدة سوريا
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتفق الوزراء الذين شكّلوا المجموعة الدولية لدعم سوريا على أسس "وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها وسيادتها العلمانية"، لكن بعض اللاعبين الأساسيين ضمن الجهود البطيئة لصنع حكومة انتقال سياسي سوري، يقولون - مفضلين عدم ذكر أسمائهم - إن وحدة البلاد وسلامة أراضيها ضربان من المستحيل.

كان من بين اللاعبين الأساسيين القلائل الذين تذكّروا المعاهدة في ذكراها المئوية يوم الاثنين الرئيس مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان ذي الإدارة الذاتية، حين كتب على تويتر: "لقد خلت الحدود والسيادة من المعنى مع الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس بيكو. لقد انتهى أمر تلك المعاهدة".

ربما الأمر كذلك، لكن التعبير عن تلك الفكرة بصوت عالٍ في فيينا يعد خرقاً صارخاً للقواعد والآداب الدبلوماسية.

عندما قدمت وزارة الخارجية الأميركية أحد كبار مسؤوليها لإطلاع الصحفيين على نبذة من المحادثات عصر الاثنين، أصرّ هذا المسؤول (الذي اشترطت وزارة الخارجية عدم ذكر اسمه) على أن تقسيم البلاد ليس قيد المباحثات.

بيد أن المسؤول صرّح بوجود إمكانية لإلغاء المركزية، بحيث تتسلم المجموعات والفرق المختلفة – الكرد وحكومة الأسد والمعارضة - نوعاً من الحكم الذاتي. لكن الهدف الأكبر كما قال كان وحدة وسلامة سوريا.

وطبعاً لو أنه قال غير ذلك لانسحبت دولٌ هامة من مجموعة دعم سوريا، وعلى رأسها تركيا التي تخشى قيام كردستان وابتلاعها لأراضٍ تركية معها، لكن دولاً أخرى أولها السعودية لا تأبه كثيراً بشكل حدود سوريا وإنما ينحصر همّها في رحيل الأسد.


واشنطن لا تتعجل رحيل الأسد

أما بالنسبة للموقف الرسمي الأميركي، فصحيح أن أميركا تود رحيل الأسد، لكن الواقع أن قلة في واشنطن يتعجلون هذا الأمر لأن آخر ما قد يريدونه هو فراغ سياسي في دمشق قد يندفع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لملئه.

مع ذلك لعلنا نستطيع القول إن المعضلة السورية جعلت من السير مارك سايكس وفرانسوا جورج بيكو أكثر شخصين حقد عليهما كل مَنْ في الشرق الأوسط من بعد الأسد.

كان سايكس ارستقراطياً يحب تربية الأحصنة وكان محارباً مخضرماً خاض حرب البوير، توفي بعد 3 سنوات من المعاهدة بمرض الإنفلونزا الإسبانية بينما كان في باريس عام 1919 لمناقشة محادثات سلام الحرب العالمية الأولى. أما بيكو فكان والده مؤرخاً، كما عرفت عنه براعته في المحاماة والدبلوماسية، وعاش حتى سن الـ80 حين توفي عام 1951 بعد 3 أعوام من قيام إسرائيل.

الآن وبينما المنطقة على شفير الهاوية يشتعل الجدل، ترى هل حكم الرجلان على الشرق الأوسط بقرنٍ من الفوضى؟ أم أن الأذى الذي تسبّبا به لم يلحق بالمنطقة كبير ضرر مثلما يلقن طلاب المدارس والجامعات؟ فبعض المؤرخين يزعمون أن خارطة سايكس بيكو لم ترسم حدوداً صلبة، بل مجرد مناطق نفوذ.

من تحت أنقاض الدولة العثمانية انتزعت بريطانيا انتداباً على فلسطين والعراق، بينما حصلت فرنسا على سوريا، وبعض المناطق التي تشهد أعنف المعارك الطاحنة حالياً كالموصل كانت ملحقة بمملكة العراق.


الدفاع عن سايكس بيكو

هناك من يدافع عن الرجلين، مثل مقال نشرته مؤخراً مجلة "فورين بوليسي" كتبه ستيفن كوك وعمرو ليهيتا من مجلس العلاقات الخارجية، قال فيه الكاتبان إن الوقت قد آن لكي نقيل الرجلين الدبلوماسيين الكبيرين من ملامة مصائب الشرق الأوسط لأن ما يجري اليوم ليس جريرتهما.

جاء في مقالهما: "إن التركيز على معاهدة سايكس بيكو يشوبه نظرة خاطئة للتاريخ مع فهم خاطئ للعلوم الاجتماعية، ما سيقود الولايات المتحدة مرة أخرى إلى الفشل في الشرق الأوسط".

كذلك كتبا أن المنطقة قد تتشظى وتعاد هيكلتها من جديد خلال الأعوام المقبلة، لكن يخطئ من يظن أن ترسيم الحدود سيرضي المطالب القبلية والعرقية؛ لأن الحدود المتعارف عليها منذ قرن ستظل هي "الطبيعية"، وأما من يظن أن من الممكن تحسين حدود المعاهدة، فله أن ينادي بمساعٍ دولية لإعادة الترسيم هذا.


إرجاء التسوية السياسية

لكن مسؤولين في البيت الأبيض يتشككون في أن تؤول الأمور إلى ذلك، وأن المسألة في أحسن الأحوال وبضربة حظ قد تسهم في خفض العنف وإرجاء التسوية السياسية (المفروض التوصل إليها في أغسطس/آب 2016) إلى حين وصول خليفة أوباما إلى سدة الحكم.

ومع ذلك يرى بعض مستشاري أوباما السابقين أن الوقت قد أزف لخفض التوقعات والاكتفاء بحل عملي ما. من هؤلاء كبير مستشاري أوباما في شؤون الشرق الأوسط ومجلس الأمن القومي سابقاً فيليب غوردون، الذي قال هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة غير عازمة أبداً في المستقبل القريب على بذل المجهود العسكري اللازم لإزالة الأسد، فضلاً عن أن شركاءها في مجموعة دعم سوريا منقسمون جداً إزاء هذا الموضوع.

وأضاف غوردون أن اشتراط إزالة الأسد لوقف العنف ليس إلا عاملاً مؤججاً لمزيد من العنف والاشتباك، حسبما رأينا.

ولعل سايكس وبيكو في قبريهما يوافقان على ذلك، فأكبر مشكلة لدى سوريا الآن ليست في حدودها، بل في حلقة العنف المفرغة الدائرة التي لا تنتهي داخل إطار حدودها.
>> تابع قناة السومرية على منصةX 
+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
علناً
Play
الخطاب الطائفي والصراعات السياسية - علناً م٤ - الحلقة ١٦ | الموسم 4
16:30 | 2025-09-04
Play
الخطاب الطائفي والصراعات السياسية - علناً م٤ - الحلقة ١٦ | الموسم 4
16:30 | 2025-09-04
Celebrity
Play
الصحفي حيدر النعيمي - Celebrity م٤ - الحلقة ٢٠ | الموسم 4
15:30 | 2025-09-04
Play
الصحفي حيدر النعيمي - Celebrity م٤ - الحلقة ٢٠ | الموسم 4
15:30 | 2025-09-04
العراق في دقيقة
Play
العراق في دقيقة 04-09-2025 | 2025
13:00 | 2025-09-04
Play
العراق في دقيقة 04-09-2025 | 2025
13:00 | 2025-09-04
أسرار الفلك
Play
اسرار الفلك مع جاكلين عقيقي | من ٦ الى ١٢ أيلول ٢٠٢٥ | 2025
13:00 | 2025-09-04
Play
اسرار الفلك مع جاكلين عقيقي | من ٦ الى ١٢ أيلول ٢٠٢٥ | 2025
13:00 | 2025-09-04
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ٤ أيلول ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-09-04
Play
نشرة ٤ أيلول ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-09-04
Live Talk
Play
العراق يحتفل بذكرى مولد الرسول الأعظم - Live Talk - الحلقة ١١٠ | 2025
10:30 | 2025-09-04
Play
العراق يحتفل بذكرى مولد الرسول الأعظم - Live Talk - الحلقة ١١٠ | 2025
10:30 | 2025-09-04
ناس وناس
Play
واسط ناحية البشائر - ناس وناس م٨ - الحلقة ١٠٨ | الموسم 8
05:00 | 2025-09-04
Play
واسط ناحية البشائر - ناس وناس م٨ - الحلقة ١٠٨ | الموسم 8
05:00 | 2025-09-04
مايك السومرية
Play
د.بشير الحچيمي - MIC Alsumaria - الحلقة ٢١ | season 1
16:00 | 2025-09-03
Play
د.بشير الحچيمي - MIC Alsumaria - الحلقة ٢١ | season 1
16:00 | 2025-09-03
من الأخير
Play
أيلول يجمع مكاتيب الحـ. رب - من الأخير م٢ - حلقة ٥٨ | الموسم 2
14:00 | 2025-09-03
Play
أيلول يجمع مكاتيب الحـ. رب - من الأخير م٢ - حلقة ٥٨ | الموسم 2
14:00 | 2025-09-03
52 دقيقة
Play
مهن على حافة الاندثار… ذاكرة الناس في طريق النسيان - 52 دقيقة م٧ - حلقة ١٨ | الموسم 7
16:00 | 2025-09-02
Play
مهن على حافة الاندثار… ذاكرة الناس في طريق النسيان - 52 دقيقة م٧ - حلقة ١٨ | الموسم 7
16:00 | 2025-09-02
الأكثر مشاهدة
اخترنا لك
البنتاغون يوافق على استخدام قاعدة بشيكاغو لمكافحة المهاجرين
17:27 | 2025-09-04
عقوبات أمريكية تطال منظمات حقوقية فلسطينية
15:55 | 2025-09-04
السودان.. انتشال 370 جثة من موقع الانزلاق الأرضي
15:06 | 2025-09-04
واشنطن تعتزم وقف برامج المساعدة الأمنية لدول أوروبية
14:46 | 2025-09-04
نتنياهو يعلن استعداده لفتح معبر رفح للفلسطينيين
14:26 | 2025-09-04
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال 12 مسؤولا بارزا من الحوثيين
13:31 | 2025-09-04
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية