السومرية نيوز/ بيروت
أعلنت
روسيا، الجمعة، أن
الرئيس السوري بشار الأسد موافق على التنحي من سدة الرئاسة لكن "بطريقة حضارية"، بعد يومين على التفجير الذي استهدف مبنى
الأمن القومي وسط دمشق وأدى إلى مقتل قادة أمنيين بارزين وصهر الأسد وأكثر من 16 شهراً على اندلاع الحركات الاحتجاجية ضد النظام.
وقال السفير الروسي في باريس ألكسندر أورلوف في حديث لإذاعة فرنسا الدولية، إنه "عند انعقاد اجتماع مجموعة العمل في جنيف في 30 حزيران الماضي، نص بيان ختامي على مرحلة انتقالية إلى نظام أكثر ديمقراطية"، مؤكداً أن "الأسد قبل بذلك".
وشدد السفير أن "الرئيس السوري يوافق على التنحي من منصبه ولكن بطريقة حضارية".
وكان الجيش السوري الحر، أمس الخميس، سيطر على معبر البو كمال الحدودي مع
العراق وسبعة مخافر عسكرية للجيش السوري من دون أي مقومة للجيش النظامي، فيما أغلقت القوات العراقية المنفذ بدورها وسحبت الموظفين منه.
وكان رئيس
الحكومة العراقية،
نوري المالكي شكل، أمس الخميس، لجنة برئاسة وزير النقل
هادي العامري، لتسهيل عودة العراقيين من
سوريا إلى
بغداد، كما وضع طائرته الخاصة بتصرف اللجنة.
وكانت الحكومة العراقية دعت، في (17 من تموز الحالي)، رعاياها
المقيمين في سوريا إلى المغادرة والعودة إلى البلاد بعد "تزايد حوادث القتل والاعتداء" عليهم، بعد ساعات على تسلم جثامين 23 عراقياً بينهم صحافيان قتلوا في أحداث سوريا.
وشهدت العاصمة السورية دمشق، الأربعاء (18 من تموز الحالي)، تفجيراً انتحارياً استهدف مبنى الأمن القومي السوري خلال عقد اجتماع لوزراء وقادة أمنيين فيه، مما أسفر عن مقتل
وزير الدفاع السوري داوود راجحة، ونائب رئيس أركان الجيش وصهر الرئيس السوري آصف شوكت، وإصابة
وزير الداخلية محمد الشعار ورئيس المخابرات هشام بختيار.
وكان السفير السوري في العراق نواف الفارس، أعلن في (11 من تموز 2012)، عن انشقاقه عن نظام الرئيس
بشار الأسد، واصفاً الأخير بـ"الدكتاتور"، داعيا عناصر الجيش النظامي والشباب السوري إلى الالتحاق بالثورة وعدم السماح للنظام بزرع الفتنة، في حين أعلنت
وزارة الخارجية والمغتربين السورية في اليوم التالي، عن إعفاء الفارس من منصبه على خلفية التصريحات التي أدلى بها ضد نظام الأسد، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع بغداد.
وتشهد سوريا منذ 15 من آذار 2011، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الأمن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 17 ألف قتيل بحسب
المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 ألف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف.
يذكر أن نظام دمشق تعرض ويتعرض لحزمة متنوعة من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له روسيا والصين اللتان لجأتا إلى استخدام حق الفيتو مرتين حتى الآن، ضد أي قرار يدين ممارسات النظام السوري العنيفة أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي الذي وصل إلى حافة الحرب الأهلية، وبات يهدد بتمدد النزاع إلى دول الجوار الإقليمي.