واشنطن بوست: أمريكا تدرس تقليل تدريب القوات العراقية لمواجهة داعش

السومرية نيوز/ بغداد
كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الجيش الأمريكي - بعدما تعلم الدرس الصعب بإعادة بناء الجيوش الأجنبية على مدار السنوات العشر الماضية - يحول إستراتيجيته ضد داعش، ويختار تدريب عدد أصغر من الجنود العراقيين بدلا من محاولة تولى مهمة جيش بأكمله من جديد.

وقالت الصحيفة ان "القوات المقاتلة العراقية التي بنيت بشق الأنفس، تحملت الولايات المتحدة تكلفتها خلال حرب العراق الأخيرة، ووصل عددها في وقت ذروتها إلى 400 ألف مقاتل".

وفي الوقت الذي بدأ فيه تنظيم "داعش" تقدمه عبر شمال العراق في حزيران الماضي، كانت القوات العراقية قد تقلصت إلى النصف تقريبا، بعدما استنزفتها سنوات من الفساد والتغيب والاضمحلال.

وعندما أكمل داعش سيطرته على مدينة الموصل، اختفت أربع فرق من الجيش العراقي وفرقة أخرى من الشرطة، ليتضاءل عدد القوات المقاتلة الأصلية ليصل إلى 85 ألف من القوات الفاعلة، وفقا لتقديرات الخبراء.

ومع مصارعة إدارة باراك أوباما لمواجهة "داعش"، قرر القادة العسكريون عدم محاولة إعادة بناء الفرق المختفية بأكملها أو تقديم أفراد جدد في وحدات ضعيفة الأداء بجميع أنحاء البلاد، حسبما أفاد مسئولون أمريكيون.

لكن بدلا من ذلك، فإن الأمل يتركز على بناء 9 ألوية جديدة بالجيش العراقي مكونة من 45 ألف من الجنود، في قوة طليعة يصبح بإمكانها، جنبا إلى جنب مع المقاتلين الأكراد والشيعة، لتحطيم قبضة داعش على ثلث العراق.

وقال مسؤول أمريكي بارز رفض الكشف عن هويته إن "الفكرة على الأقل في المقام الأول، هي محاولة بناء جيش عراقي أصغر حجما وأكثر قوة".

وتقول واشنطن بوست إن "تشكيل قوة رأس حربة لن يعالج على الأرجح التسوس الأكبر الذي تعانى منه قوات الأمن والمؤسسات العراقية، وهي ظاهرة أكثر تعقيدا وعميقة الجذور تقوض استقرار البلاد، كما أن تلك القوة لن تكون كافية بمفردها لاستعادة المدن الإستراتيجية مثل الموصل".

ويقول المسؤولون الأمريكيون وآخرون إن "تدريب عدد أصغر ذو كفاءة عالية من الوحدات يمكن قوات الأمن العراقية من تحقيق تقدم كبير ضد داعش"، ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن "يتم استكمالها بحرس وطني جديد قادر على وضع المجموعات المسلحة التي تعمل في أنحاء العراق تحت سيطرة حكومية".