البصرة تشكل لجنة للتفاوض مع بغداد وميسان وخوزستان بشأن المياه

السومرية نيوز / البصرة
أعلنت الحكومة المحلية في محافظة البصرة، الأربعاء، تشكيل لجنة يلقى على عاتقها التوجه الى العاصمة بغداد ومحافظة ميسان ومحافظة خوزستان الإيرانية للتفاوض بشأن زيادة الحصص المائية المخصصة للبصرة، فيما أكدت اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من حدة أزمة ملوحة المياه الناجمة عن تغلل اللسان الملحي القادم من الخليج في مجرى شط العرب.

وقال رئيس لجنة الزراعة والموارد المائية في مجلس المحافظة جمعة الزيني في حديث لـ السومرية نيوز، عقب اجتماع في ديوان المحافظة عقد برئاسة المحافظ ماجد النصراوي، إن "الاجتماع تمخض عن معالجات آنية لأزمة ملوحة المياه الناجمة عن تقدم الجبهة الملحية في مجرى شط العرب بسبب تراجع كميات المياه الواصلة من المحافظات الأخرى، وإغلاق السلطات الإيرانية لنهر الكارون الذي يصب في شط العرب، ومن تلك المعالجات تشغيل عدد من المضخات بشكل مستمر"، مبينا أن "المعالجات التي تم الاتفاق عليها تشمل أيضا تشكيل لجنة حكومية تتولى الذهاب الى محافظة خوزستان الإيرانية المجاورة للبصرة للتباحث بشأن إمكانية إعادة فتح نهر الكارون، فضلا عن التوجه الى بغداد للتفاوض مع وزارة الموارد المائية بشأن زيادة الاطلاقات المائية، ومن ثم الذهاب الى محافظة ميسان للتفاهم مع حكومتها المحلية بخصوص التجاوزات الحاصلة على حصة البصرة من المياه".

وأكد الزيني أن "الأزمة الحالية ليست خطيرة، لكن هناك فرصة لتفاقمها خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، مضيفا أن "التراكيز الملحية في مياه شط العرب ارتفعت نسبتها بشكل غير مسبوق منذ العام الماضي، وهو ما تسبب بمعاناة كبيرة للمواطنين، وتعد منطقة سيحان في قضاء أبي الخصيب الأكثر تضررا".

من جانبه، قال رئيس لجنة إنعاش الأهوار في مجلس المحافظة ربيع منصور الحلفي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "أزمة ملوحة المياه لا تقتصر على مياه شط العرب والأنهار المتفرعة منه، بل حتى مياه هور الحمار أصبحت مالحة"، موضحا أن "كميات المياه الواصلة الى البصرة من ميسان مرورا بناظم قلعة صالح يفترض أن لا تقل عن 50 مترا مكعبا في الثانية، ولكن هذه الحصة المحددة من قبل الوزارة لا تصل كاملة".

وأشار الحلفي الى أن "اللجنة التي تقرر تشكيلها لزيارة الجمهورية الإسلامية والعاصمة بغداد ومحافظة ميسان من المؤمل أن تثمر جهودها عن التخفيف من حدة الأزمة"، معتبرا أن "حالة التقشف المالي حالت دون تنفيذ العديد من الحلول المقترحة، ومع ذلك فإن الحكومة المحلية بصدد تخصيص مبلغ لاجراء بعض الأعمال السريعة لإيصال مياه منخفضة الملوحة الى المناطق الأكثر تضررا من ملوحة المياه ضمن قضاءي الفاو وأبي الخصيب".

يشار الى أن محافظة البصرة تتعرض منذ عام 2007 إلى شح حاد في المياه الصالحة للري بسبب ظاهرة طبيعية كانت تعتبر نادرة الحدوث، وهي تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) القادم من الخليج في مجرى شط العرب نتيجة قلة الإيرادات المائية الوافدة من دجلة والفرات، وتصل أحيانا خلال فصل الصيف نسبة التراكيز الملحية الذائبة في مياه شط العرب الذي تروى منه معظم الأراضي الزراعية في المحافظة الى أكثر من 4000 جزء بالمليون بالقرب من مركز المحافظة، بينما يفترض أن لا تزيد ملوحة مياه الري عن 2500 جزء بالمليون.

وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوبا) وشط العرب (شرقا) أكثر المناطق تضررا من تلك الظاهرة، حيث يعاني سكانها كثيرا من ملوحة المياه، كما جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، كما تراجع إنتاج النخيل من التمور، وهلكت معظم بساتين الحناء، بحيث أصيب الواقع الزراعي بشلل شبه تام، إلا أن الأنشطة الزراعية في القاطع الصحراوي من المحافظة لم تتضرر من جراء تلك الظاهرة الصيفية، وذلك لأن المزارع الواقعة في قضاء الزبير تعتمد على المياه الجوفية.