مخزون في أدنى مستوياته وتقليص مساحات زراعية.. العراق يواجه شبح الشحة المائية

السومرية نيوز – محلي
يشهد العراق منذ سنوات تفاقماً في مشكلة شح المياه، ففي السنوات الماضية تحدثت العديد من التقارير عن الأسباب المتمثلة بسوء إدارة استخدام المياه وتغير المناخ وتراجع الإمدادات من دول المنبع، أي تركيا وإيران وسوريا.
لكن المشكلة استمرت بينما لا تلوح في الأفق بوادر حل فعليّ.

وخلال مؤتمر بغداد للمياه، أعلن رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني، أمس السبت، عن مبادرة إقليمية لحماية نهري دجلة والفرات.

ووفق المتحدث باسم الموارد المائية خالد شمال، ان "المبادرة تهدف إلى حشد الدعم الدولي وزيادة الضغط الدبلوماسي على دول الجوار وتشجيع التفاهمات الثنائية مع كل من تركيا وسوريا وإيران لضمان حقوق العراق".
وكشف شمال في تصريحات صحفية أن "النقص في المياه هذا العام أسوأ من العام الماضي"، لافتا الى ان "ذلك سيجبر السلطات على تقليص مساحة الأراضي الزراعية المزروعة هذا الصيف".
ويستمر الجفاف منذ خمس سنوات على الأقل في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
بينما تنتقد بغداد بانتظام السدود التي بنيت على النهرين في بلدي المنبع تركيا وإيران، والتي أدت إلى انخفاض كبير في مستوى النهرين اللذين يشكلان المصدر الأساسي للمياه في العراق.
ووفق شمال، "لا يستلم العراق سوى أقل من 40 في المئة من استحقاقه، بينما انخفض الخزين الاستراتيجي إلى حوالي نصف ما كان عليه العام الماضي".
وذكر "كان من المفترض أن يكون لدى العراق ما لا يقل عن 18 مليار متر مكعب من المياه بداية موسم الصيف، بينما يملك اليوم حوالي 10 مليارات متر مكعب فقط".
وتابع شمال انه "خلال 80 سنة لم يحصل العراق على خزين منخفض بهذا الشكل"، لافتا إلى أن "السلطات اضطرت خلال السنوات الماضية إلى تقليص المساحات الزراعية من أجل ضمان توافر مياه الشرب لـ 46 مليون عراقي".
وبين ان "مؤشرات الخطة الزراعية تبنى على ما هو موجود من مياه بالخزين أو الإرادات، وبما أن الخزين قليل والإرادات أقل، ستكون الخطة الزراعية هيكلية للحفاظ على أصول النباتات وأصول المزروعات"، لافتا الى ان "الوزارة ستحافظ على المساحات الخضراء او المساحات المثمرة، أي على نحو أكثر من مليون ونصف مليون دونم".
وصيف العام الماضي، سمحت السلطات للمزارعين بزراعة مليونين ونصف مليون دونم من حقول الذرة والأرز والبساتين.
بينما تشجع الحكومة المزارعين على استخدام تقنيات الري الحديث للحد من استهلاك المياه.