حقيقةٌ أم خرافة: حلاقةُ الشعرِ بالشفرةِ تجعل نموه أثخن؟

في البداية إذا ألقينا نظرة على تركيب الشعرة، فسنجدها مدببة كما في هذه الصورة:



لاحظ أن الشعرة تكون عريضة في بدايتها، وتصبح أرفع كلما زاد طولها حتى تصبح مدببة عند طرفها.

ماذا يحدث لو قصصنا هذه الشعرة؟

عند حلاقة الشعر فإننا نزيل أغلب الجزء الخارجي من الشعرة، ويتبقى جزء بسيط جدًا فوق الجلد، كما في الصورة التالية:


لاحظ أن الجزء المدبب من الشعرة قد أُزيل، والجزء المتبقي أكثر سمكًا من طرف الشعرة العادية.

هذه الظاهرة تجعلنا نشعر بعد الحلاقة أن الشعر أكثر سُمكًا وخشونة من السابق؛ لكن السبب الفعلي هو أن طرف الشعرة فقط هو ما أصبح سميكًا لأننا أزلنا الجزء الرفيع وتركنا قاعدة الشعرة السميكة؛ كما أن الشعر القصير يكون ملمسه أخشن من الطويل عمومًا.


لاحظ شكل وطول الشعر في هذه الصورة المُلتقطة بالمجهر الإلكتروني لشعر الجلد بعد حلاقته بالموس؛ هل ترى كيف أصبحت قمة الشعرة حادة بعد قصها؟ ولعلك تلاحظ قِصَر الشعرة الواحدة مما يجعل حركتها أقل؛ وهذا سبب شعورنا بخشونة اللحية بعد حلاقتها.

أما بالنسبة للعوامل التي تحدد كثافة شعر اللحية، فهناك عدة عوامل، أهمها:

- الجينات: وتلعب دورًا كبيرًا في كثافة اللحية؛ فغالبًا ما تكون فُرَصك في لحية كثيفة أكبر إذا كنتَ تنتمي لعائلة تشتهر بشعر اللحية الكثيف.

 

- الهرمونات: يلعب هرمون التستوستيرون دورًا قويًا في ظهور بعض الصفات التي يشتهر بها الذكور؛ كخشونة الصوت ونمو شعر الوجه عمومًا، لكن التستوستيرون لا يفعل ذلك بمفرده؛ فهناك إنزيم 5−alphareductase المسئول عن تحويل التستوستيرون إلى dihydrotestosterone الذي يحفز بصيلات الشعر في اللحية لتنبت الشعر، لكن استجابة بُصيلات الشعر للـDHT تختلف من شخص لآخر أيضًا؛ وهذا يعيدنا للنقطة الأولى (الجينات).

 

- السن: فأغلب الرجال لا تنبت لحيتهم كثيفةً من البداية، ولكن تزداد كثافة الشعر فيها تدريجيًا حتى سن الثلاثين تقريبًا.

 

- العِرق: تشتهر بعض الأعراق عمومًا بكثافة اللحية (كالقوقازيين في منطقة الشرق الأوسط)، كما تشتهر أعراق أخرى بعكس ذلك (كالسلالة المغولية التي تسكن الصين وجنوب شرق آسيا).

- الثعلبة: وهي مرض مناعي شهير يقوم فيه جهاز المناعة بمهاجمة بصيلات الشعر في اللحية والرأس؛ وقد تسبب تساقط الشعر في بُقَع معينة مما يعطي شعورًا بعدم اكتمال اللحية.