الديوانية ونكبة الشركة الاسبانية.. أكبر عملية نصب جماعي!

يقول أبو تمّام "السيف أصدق أنباءً من الكُتبِ"، لكن في الديوانية، فإنّ المشاهد المصوّرة أصدق ما يمكن نقله عن نكبة ما تعرف بالشركة الإسبانية، فأهالي الديوانية عاشوا عامًا من أغرب أنواع النصب الجماعي اذا صح التعبير.

براميل "طرشي" وسلال وأحذية بلاستيكية.. تقنيات غريبة لانشاء البنى التحتية للديوانية !

وبينما كان الاهالي يعيشون تحت عنوان كبير اسمه شركة اسبانية تعمل على انشاء البنى التحتية في احياء المحافظة، الا انهم لم يستطيعوا فهم الاليات الغريبة التي تستخدمها الشركة الاسبانية في العمل، فمشاهد استخدام براميل المخللات او سلال الملابس البلاستيكية في صب قوالب فتحات التصريف الصحي، او تحوير مداس بلاستيكي الى سدادة لإصلاح انبوب ماء مكسور، لا يمكن أن تكون تقنيات حديثة اسبانية، ولا حتى تقنيات تعود لما قبل التاريخ.

عملية نصب كبرى.. الشركة الاسبانية "عراقية مفلسة" ؟!

هكذا عايش اهالي الديوانية عاما كاملا من تلكؤ مشاريع البنى التحتية قبل ان يكتشفوا انهم ضحية عملية نصب كبيرة، فالشركة الاسبانية تبين انها ليست اسبانية، بل عراقية ومفلسة اساسًا.

مشاهد غريبة وأدوات بدائية وشفت نهاري.. عامٌ كامل ولم يتم إكساء شارع واحد بـ 42 حيًّا

منذ شهر مايو 2024 بدأت اعمال الشركة التي قيل انها شركة اسبانية، بعقد احيل اليها لانشاء البنى التحتية من مجاري وماء وتبليط الشوارع وصب الارصفة لـ42 حيًا من احياء الديوانية، ومنذ ذلك الحين تتوالى المشاهد الغريبة والادوات والتقنيات البدائية المستخدمة، ورافق هذه التقنيات بطء كبير في الاعمال فمع مرور حوالي عام لم تنجز الشركة الوهمية هذه شارعا واحدا من الاحياء الـ42 في المحافظة حتى الان.

الشركة تؤجر "الشفل".. وعمالها "يأكلون الفلافل" على حسابهم!

بين الحين والاخر، كانت مقاطع الفيديو تتوالى جنبا الى جنب مع صرخات المواطنين وتوثيق اعضاء مجلس المحافظة، حقائق عمل الشركة، فالشركة الاسبانية كما يقال عنها، تعمل بشفت واحد من الصباح الى الثالثة ظهرًا فقط، وبآلية شفل واحدة ومؤجرة اساسًا ولاتمتلكها الشركة التي اتضح انها لا تمتلك شيئا سوى ستر العمل الصفراء التي يرتديها عمالها والذين تتم مشاهدتهم غالبًا اثناء ساعات العمل يقفون عند عربات بيع الفلافل، فالشركة لاتمتلك حتى اموالا لتوفير الطعام لكوادرها.

الاهالي يتظاهرون ومجلس المحافظة يُلاحق.. الحقيقة "تفضح" الشركة الاسبانية

ومع تراكم المشاهد المستفزة هذه، وتلكؤ الاعمال ورداءة المواد المستخدمة، بدأ اهالي الديوانية بالتظاهر، ولاحق اعضاء مجلس المحافظة اصل الشركة التي اتضح انها شركة محلية تتغطى بعنوان "اسباني" ومفلسة كذلك، لتحصل على عقد البنى التحتية لـ42 حيًا بكلفة 330 مليار دينار ولاتمتلك حتى عجلة ثقيلة واحدة.

إعلان صادح.. الشركة الاسبانية "يمتلكها فصيل مسلح" ولديها عقود حتى في بغداد

وعندما بلغ السيل الزبى، قرر اعضاء مجلس محافظة الديوانية، الخروج بمؤتمر صحفي فضحوا فيه المستور، وأكدوا ان الشركة في الحقيقة تابعة لفصيل مسلح، كما تبين أن الشركة احيلت اليها الكثير من العقود ليس في الديوانية فحسب، بل وفي بغداد ايضًا.

20% شرط جزائي "يهدد الدولة" في حال فسخ العقد.. 66 مليار دينار "جاهزة"

الخطير في عقد الشركة المفلسة هذه، انه لايمكن سحب المشروع منها، خوفًا من شرط جزائي قد تدفعه الدولة قيمته 20% من المبلغ الكلي، اي انها ستحصل على 66 مليار دينار فضلا عن الاموال التي استحصلتها مسبقًا كدفعات من اصل المبلغ الكلي البالغ 330 مليار دينار.

5 مليارات دينار إضافية من المنازل.. الشركة صاحبة العقد الملياري تجمع الاموال من المنازل

كما أن واحدة من أكثر عمليات الاحتيال غرابة، ان الشركة التي احيل اليها العقد باكثر من ربع تريليون دينار، كانت تطرق الابواب على الاهالي وتقوم بجمع اموال منهم وبواقع 25 الف دينار من كل منزل، وبينما يبلغ متوسط عدد المنازل في كل حي حوالي 5 الاف منزل على الاقل، فهذا يعني ان اكثر من 200 الف منزل في احياء الديوانية المشمولة بالمشروع ستحصل منها الشركة على 5 مليارات دينار إضافية بالاحتيال.

هذا التقرير من ضمن برنامج "حصاد السومرية" من تقديم لمياء مصطفى وإعداد غرفة أخبار "السومرية"، يُعرض كلّ جمعة السّاعة 8:30 مساءً. لمشاهدة الحلقة كاملة، انقر هنا.