ورغم أن السرقات على نطاق كبير نادرة، فإنها يمكن أن تكون مكلفة للغاية، فعندما تمكن لصوص مسلحون من سرقة 3 أطنان من الذهب من سرداب بالقرب من مطار هيثرو عام 1983، دفع بنك "لويدز" بلندن ثمن المعدن المفقود، والذي يبلغ بسعر اليوم أكثر من 180 مليون دولار.
وذكرت مجلة "بلومبرج بيزنس ويك" أن الصعوبة تكمن في أن شركات التأمين تضع سقفا للمخاطر المالية التي تتحملها عن كل خزينة، ومع ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 37% العام الحالي، تقلص عدد الأوقيات التي يمكن التأمين عليها في كل سرداب.
وأوضحت المجلة أن الأمر لا يشكل مشكلة لحاملي أكبر الأكوام من السبائك بقيم تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات، لأن هذه الكميات قيمتها أكبر بكثير من إمكانية التأمين عليها جميعها.
وتتحمل البنوك التجارية الكبيرة مثل "جى بي مورجان تشايس آند كو"، و"أتش إس بي سي هولدينجز" اللذين يديران بعض أكبر سراديب تخزين الذهب في لندن مسؤولية التأمين بأنفسهم.
ولكن بالنسبة لمرافق التخزين الأخرى حول العالم مثل المخازن بالقرب من مطار هيثرو، والغرف المحصنة في أعماق جبال الألب السويسرية، فإن ارتفاع أسعار الذهب يجعل من الصعب للغاية ضمان أن قيمة الذهب الذي يحملوه لا يتجاوز تغطيتهم التأمينية.
وقال لودويج كارل، عضو مجلس إدارة "سويس جولد سيف" التي تدير سراديب في جبال الألب، إن "العامل المحدد في هذه الأعمال ليس المساحة وإنما التأمين"، مضيفا أنه "يمكن وضع جميع الذهب في العالم في مساحة تخزينية كبيرة ولكن لا يمكن أبدا التأمين عليه".
وعادة ما يكون الحل بناء مزيد من الغرف المحصنة وتوزيع المخاطر وشراء تأمين لكل خزنة على حدة، وتقوم شركة "سويس جولد سيف" بافتتاح سراديب في وقت أقرب من المخطط له بعد انفجار الطلب بسبب الوباء، حسبما قال كارل.
ويقول مدير محفظة في "كيو بي إيه يوربيان اوبيراشنز" للتأمين والتابعة لبنك "لويدز"، ريان جوزيف، إن الشركة لن تؤمن على عميل واحد أو بنك بأكثر من 150 مليون دولار من الذهب.
وعند جمع جميع شركات التأمين المتاحة على منصة "لويدز"، تحصل على تغطية بقيمة 2.5 مليار دولار لسرداب واحد.
