كيف ستتخلص قطر من الفيلة البيضاء بعد إنتهاء المونديال؟

أيام قليلة جدا تفصلنا عن بداية مونديال 2022، هذا الحدث المنتظر بشوق والذي حضّرت له دولة قطر بشكل كبير وملفت لإستضافته في نسخته الرقم "22" خلال الفترة الممتدّة من 20 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري وحتى 18 كانون الأول / ديسمبر المقبل. فلقد قامت قطر بتشييد سبعة ملاعب بمعايير تقنية هائلة وجدّدت الملعب الثامن بشكل كبير من أجل كأس العالم في كرة القدم.

لكن ماذا سيحلّ بجميع هذه الملاعب بعد إنتهاء المونديال وماذا ستفعل قطر "بالفيلة البيضاء"؟

المقصود بهذه العبارة، بالاجمال، ملكية لا يمكن لصاحبها التخلّص منها بسبب تكلفتها العالية ولا سيما صيانتها.

يستخدم مصطلح الفيلة البيضاء بشكل خاص مع الملاعب ذات التكلفة الهائلة والتي لا يمكن الاستفادة منها فيما بعد.

مصير ملاعب قطر بعد إنتهاء المونديال

نظرا لصرفها مليارات الدولارات على إنشاء الملاعب المزوّدة بأحدث التقنيات العالمية والمكيّفة، فقد حدّدت قطر مصير تلك الملاعب بعد نهاية البطولة.
في هذا السياق، ستعمل الحكومة القطرية لتحويل بعضها إلى ملاعب بسعة أقل.
في حين سيتمّ تفكيك البعض الآخر أو جعله وجهة مجتمعية تضم مشاريع مختلفة، وذلك لتحقيق أكبر إستفادة منها بعد إنتهاء البطولة.

فيما يلي قائمة بأسماء الملاعب مع مصيرها:

• استاد البيت: ستُقام عليه المباراة الافتتاحية، ومن المقرّر إبقاء هذا الملعب مع تخفيض عدد المقاعد من 60 ألف إلى قرابة 32 ألف مقعد بعد البطولة. إذ سيتمّ تفكيك مقاعد الجزء العلوي من المدرّجات وستكون قابلة للنقل تماما وستُمنح للدول النامية التي تحتاج لبناء المرافق الرياضية.

• استاد الجنوب: بعد إنتهاء المونديال، سيصبح استاد الجنوب مركز الرياضة والترفيه الجديد في جنوب قطر. سيتمّ تخفيض سعة الاستاد إلى 20 ألف مقعد ، بينما سيتمّ التبرّع بالمقاعد الأخرى لمشاريع تطوير كرة القدم في مختلف أنحاء العالم.

• استاد أحمد بن علي: يقع هذا الملعب على بُعد 20 كيلومتر غرب الدوحة، ومن المقرّر خفض الطاقة الاستيعابية للملعب بعد البطولة إلى 20 ألف مقعد، إذ سيتمّ فكّ مقاعد المدرّجات العلوية ليعاد إستخدامها في تطوير مشاريع ومرافق رياضية في قطر والعالم.

• استاد المدينة التعليمية: سيتحوّل إلى وجهة رياضية وترفيهية تلبّي إحتياجات وتطلّعات جميع منتسبي المدينة التعليمية، كما ستخفض سعة الاستاد إلى النصف وسيتم التبرّع بـ 20 ألف مقعد المتبقية لبناء استادات في دول نامية، للمساعدة في نشر الشغف بهذه اللعبة في جميع أرجاء العالم.

• استاد لوسيل: تتطلّع دولة قطر إلى تحويل هذا الملعب إلى وجهة مجتمعيّة تضمّ العديد من المتاجر والمقاهي والمدارس والعيادات الطبية والمنشآت الرياضية. وسوف يتيح هذا المركز المجتمعي المتعدد الأغراض كلّ ما يحتاجه الناس تحت سقف واحد. من ناحية أخرى سيتمّ تفكيك معظم مقاعده البالغ عددها 80 ألف والتبرّع بها لصالح مشاريع رياضية.

• استاد 974: تمّ إنشاء هذا الاستاد من حاويات الشحن البحري في الكامل، وبعد إنتهاء البطولة تخطّط قطر لتفكيكه وإستخدام مواده في البناء.

• استاد الثمامة: يحتوي استاد الثمامة على 40 ألف مقعد لإستضافة بطولة كأس العالم 2022، ومن المقرّر تقليص عدد المقاعد ليصبح 20 ألف مقعد فحسب بعد إنتهاء البطولة.

• استاد خليفة الدولي: بعد إنتهاء المونديال، ستخفّض طاقة الاستاد الاستيعابية بما يكفي لتلبية متطلّبات الرياضة القطرية. من ناحية أخرى، سيتم التبرع بـ 20 ألف مقعد لتطوير مشاريع رياضية في أرجاء مختلفة في العالم. بالإضافة إلى ذلك، سيحلّ فندق عصري صغير مكان المدرّجات العليا.

كما ذكرنا، سوف يتمّ الاستفادة من جميع أراضي الملاعب، التي كلّفت قطر مبالغ طائلة، على قدر المستطاع.
ولقد نقل عن بعض المسؤولين القطريين أنّهم استخدموا مواد من مصادر مستدامة وقاموا بتنفيذ خططا مبتكرة لضمان ألّا تترك البطولة أي "فيلة بيضاء".