تجنب الرئيس المصري
حسني مبارك (81 عاما) في مقابلة مع شبكة تلفزيونية أمريكية هذا الأسبوع، الإجابة على سؤال عما إذا كان سيخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى، وقال إنه لم يناقش مع ابنه قط فكرة تسليم السلطة له.
مبارك, الذي تولى السلطة في عام 1981 بعد اغتيال الرئيس
أنور السادات، لم يعين قط نائبا للرئيس، وهو المنصب الذي شغله شخصياً في عهد
السادات، ورفضه إعطاء أي إشارة بشان من قد يخلفه، شجع التكهنات.
الشائعات حول صحة مبارك
وتحظى الشائعات بقوة دفع في كل مرة تثار فيها علامات استفهام حول صحة مبارك، وكان أحدثها عدم قدرته على حضور جنازة حفيده الذي أدت وفاته في أيار الماضي إلى تأجيل زيارة مبارك لواشنطن، وأطلقت شائعات رغم أنه ظهر آنذاك في مقابلة مطولة مع التلفزيون المصري ومقابلة أخرى مع شبكة التلفزيون الامريكية العامة (بي بي إس)أذيعت أمس الاثنين.
مبارك: \" لا أفكر في اعادة الترشح الآن\"..
وفي المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية يتجنب مبارك دائماً التطرق الى موضوع تجديد الرئاسة أوالخلافة، وعندما سئل في أحدث مقابلة عما إذا كان يعتزم خوض الانتخابات لفترة رئاسة أخرى مدتها ستة أعوام في 2011 قال مبارك إن مسألة إعادة ترشحه للرئاسة أو عدمه ليست شاغله الرئيسي. وقال حسبما جاء في نص للمقابلة \"انا لا افكر في هذا الآن.\"
هل يخلف الابن اباه؟
بيد أن الرأي الأكثر شيوعا يدور حول احتمال أن يخلفه نجله جمال (45 عاما) الذي عمل من قبل في مصرف استثماري، ويجري إعداده للمنصب. ويشغل جمال الآن منصبا رفيعا في
الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يرأسه مبارك حيث يشغل منصب أمين السياسات بالحزب.
وينفي كل من الأب والابن وجود خطط هكذه. وكرر مبارك موقفه في أحدث مقابلة وقال إنه لم يناقش هذا الأمر مع نجله.
وأضاف مبارك أن اختيار وانتخاب الرئيس مفتوح لكل الناس الذين يعود لهم القرار فيمن يختاروه ممثلا لهم وليس اختياره هو، مكررا تصريحات كثيرا ما يرددها المسؤولون المصريون الذين يتركون الباب مفتوحا بقولهم إن من حق جمال أن يخوض الانتخابات كأي مصري.
مسألة غير محسومة!
في الأثناء يقول محللون أن
نقل السلطة من الأب إلى الابن مسألة غير محسومة، حتى لو كان ذلك هو السيناريو الأكثر ترجيحا فيما يبدو. أولا هناك بعض الأسماء التي تذكر كرؤساء محتملين في المستقبل، وثانيا قد لا يكون لدى جمال قاعدة للسلطة أو نفوذاً لتأمين وصوله للرئاسة.
عمر سليمان مرشح بارز
ومن الأسماء الأخرى البديلة الأكثر شيوعا التي يجري طرحها، مدير المخابرات المصرية عمر سليمان، الذي خرج من الظل في السنوات الأخيرة ليلعب دورا علنيا على نحو متزايد كوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبين الفصائل الفلسطينية المتنافسة.
ونظرا لأن الوساطة في إحلال السلام في الشرق الأوسط هي موضوع يقيم عليه مبارك قدرا كبيرا من سمعته الدولية، ينظر إلى سليمان على انه حليف مقرب. ويقول كثيرون إن سليمان قد يكون صانع ملوك حتى لو لم يكن هو الرئيس المقبل.
البرادعي اسم محتمل
ومن الأسماء الأخرى التي تطرح من وقت لآخر
محمد البرادعي الذي سيترك منصبه قريبا كمدير عام للوكالة
الدولية للطاقة الذرية. ومع هذا لا يرى سوى قليل من المحللين، البرادعي، كمنافس جدي على الرئاسة ويقولون إن الحديث عن البرادعي ربما يعبر عن بروزه على المسرح العالمي أكثر من كونه يستند إلى تقييم واقعي لنفوذه أو رغبته في ضمان الحصول على المنصب في مصر.
والعسكريون أيضاً!
وبينما تزول سريعا أسماء أخرى من القائمة، يقول المحللون إنه لا يمكن استبعاد منافسين عسكريين محتملين حتى لو لم تكن هوياتهم معروفة علنا. والرؤساء الثلاثة الذين تعاقبوا على الحكم منذ الإطاحة بالنظام الملكي في 1952 وهم
جمال عبد الناصر، والسادات، ومبارك ، كانوا عسكريين.
يبقى ان احتمال تولي
جمال مبارك السلطة قد يتوقف على ما إذا كان مبارك سيحتفظ بالمنصب حتى وفاته،أم سيقرر التنحي ليفسح الطريق لمن سيخلفه.
وطبقا للدستور فإنه في حالة وفاة رئيس الجمهورية يتولى
رئيس البرلمان الرئاسة لمدة 60 يوما إلى أن تجرى انتخابات للرئاسة. ويتولى رئاسة البرلمان في الوقت الحالي فتحي سرور وهو عضو في
الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
ويقول مسؤولون إن التعديلات الدستورية التي أقرت في السنوات الأخيرة أفسحت المجال للمشاركة في أي انتخابات رئاسية قادمة، لكن المنتقدين يقولون إن التعديلات الدستورية جعلت من المستحيل تقريبا وجود أي متحد من خارج المؤسسة للمرشح الذي سيختاره الحزب الوطني.
هل يسلم مبارك السلطة لابنه في حياته؟
ومع هذا فإن الجيش قد يستعرض قوته في وضع انتقالي كهذا، ومن المحتمل أن يعرقل أي محاولة لتنصيب جمال مبارك الذي ليس له اي خلفية عسكرية. الا أن تسليم السلطة بينما مبارك لا يزال على قيد الحياة، قد يمنح جمال تأييدا سيجد معه الجيش أو أي منافس آخر صعوبة أكبر في منافسته.
جمال: من المال الى السلطة
في كل الاحوال، ينطوي أي سيناريو على تحديات. وينظر إلى جمال على انه يحظى بتأييدا من رجال الأعمال. ويشغل حلفاؤه مناصب وزارية اقتصادية مهمة في الحكومة التي مضت قدما في تطبيق مجموعة من الإجراءات لتحرير الاقتصاد. غير أن المحللين يقولون إن تأييد رجال الأعمال لجمال مبارك ليس مضمونا حتى النهاية.
محاولة لاجتذاب الشباب
ويسعى جمال لاجتذاب الشباب. وعقد هذا الشهر
منتدى حواريا مباشرا بالصوت والصورة من خلال
الانترنت بالإجابة على أسئلة أرسلت له من خلال موقع (فيسبوك) ومواقع أخرى.
وأشادت الصحف الرسمية بهذا الحوار بينما أشارت صحف مستقلة إلى أنه تفادى الاجابة على اسئلة خصوصا تلك التي تتعلق بتوريث السلطة.
ويقول محللون إن مسألة ما إذا كان يمكن لتكتيكات أخرى أن تعطي نجل الرئيس التأييد الشعبي في دولة يبلغ عدد سكانها حوالي 77 مليونا خمسهم تقريبا تحت خط الفقر، مسألة أقل وضوحا.
تقرير لرلى التنير