وتبدل موقف الوزارة من النقيض إلى النقيض بشكل مختلف عن الوضع السابق عندما كان
ترامب في السلطة.
ومهدت الوزارة الطريق أمام
وكالة الإيرادات الداخلية لكي تسلم السجلات الضريبية الخاصة برجل الأعمال الجمهوري الذي تحول إلى السياسة، إلى محققي الكونجرس وهي خطوة ظل ترامب يحاربها لفترة طويلة.
وأصبح ترامب أول رئيس أمريكي في 40 عامًا يمتنع عن الكشف عن سجلاته الضريبية، ووثائق أخرى، في ظل سعيه إلى الحفاظ على سرية ثروته وأنشطة شركته الأم مؤسسة ترامب.
وترسم الملاحظات المكتوبة بخط اليد، التي دونها
ريتشارد دونو القائم بأعمال نائب وزير العدل، في ديسمبر/ كانون الأول، ونشرها رئيس
لجنة الرقابة والإصلاح في
مجلس النواب، صورة لترامب وهو يسعى بقوة إلى حمل الوزارة على اتخاذ خطوة غير مسبوقة بالتدخل في محاولة لقلب نتيجة انتخابات 2020 التي خسرها أمام الرئيس
جو بايدن.
ويمثل
سماح وزارة العدل بتسليم الملاحظات المكتوبة بخط اليد حول الانتخابات لمحققين في الكونجرس تحولًا مثيرًا عن الإجراءات التي كانت تتخذ خلال
إدارة ترامب لتجنب الخضوع لتدقيق الكونجرس.
وقال ترامب لجيفري روزين في اتصال، يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول، قبل أيام من تعيينه قائمًا بأعمال وزير العدل:“فقط قل إن الانتخابات كانت فاسدة، ثم اترك الباقي لي ولنواب الكونجرس الجمهوريين“.
وأظهرت الملاحظات أن روزين أبلغ ترامب أن الوزارة لا تستطيع ولن ”تغير نتيجة الانتخابات“.
ولم يرد ممثلون لترامب على طلبات للتعقيب.
وكان الديمقراطيون قد اتهموا وزارة العدل خلال رئاسة ترامب بالخضوع لأهدافه الشخصية والسياسية، لكن التحركات الأخيرة تظهر نهجًا مختلفًا للوزارة تحت إدارة بايدن.
ورحبت رئيسة مجلس النواب الأمريكي
نانسي بيلوسي بقرار وزارة العدل، وقالت إن الاطلاع عن الوثائق ”مسألة أمن قومي“.
وكان بايدن انتقد في كلمة حماسية ألقاها في مدينة فيلادلفيا، ترامب ومؤيديه دون أن يذكره بالاسم لترديدهم مزاعم بأن انتخابات 2020 سُلبت من الرئيس الجمهوري السابق من خلال تزوير واسع النطاق.
وقال بايدن أمام حشد أخذ يردد هتافات التأييد له:”اسمعوني جيدًا، هناك هجمة تشهدها
أمريكا اليوم، محاولة لكبت وتقويض الحق في التصويت في انتخابات حرة ونزيهة“.
وأضاف:”الكذبة الكبرى ليست سوى كذبة كبرى“، مشيرًا إلى اتهامات غير معضدة بالأدلة بحدوث تلاعب في نتائج الانتخابات رددها ترامب وحلفاؤه.