السومرية نيوز/بيروت
تتسلم الحكومة التونسية الجديدة بعد ظهر الخميس مهامها بشكل رسمي بالتزامن مع جنازة
بائع متجول احرق نفسه الثلاثاء في قلب العاصمة في حادثة اعادت الى الاذهان انتحار
البائع المتجول محمد البوعزيزي مفجر "الثورة" التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع
زين العابدين بن علي.
ومن المقرر ان يتسلم القيادي في حركة
النهضة الاسلامية ورئيس الحكومة
الجديدة علي العريض مقاليد السلطة من
حمادي الجبالي الامين العام للحركة الذي استقال من رئاسة
الحكومة في 19 شباط الماضي اثر اغتيال
شكري بلعيد المعارض اليساري المناهض
لحكم الاسلاميين في السادس من الشهر نفسه من قبل جماعة اسلامية متشددة.
وكان الجبالي استقال احتجاجا على رفض حزبه مقترحا بتشكيل حكومة تكنوقراط غير
متحزبة لاخراج البلاد من الازمة السياسية التي اججها اغتيال شكري بلعيد.
وتضم الحكومة الجديدة التي حصلت امس الاربعاء (13 آذار 2013) على ثقة المجلس التاسيسي بغالبية
الاصوات، ممثلين عن حركة النهضة وحزبي "المؤتمر" و"التكتل" شريكيها
العلمانيين في الائتلاف الحكومي الثلاثي، اضافة الى مستقلين اسندت اليهم وزارات
السيادة وهي (الدفاع والداخلية والعدل والخارجية).
وكان الائتلاف الثلاثي الحكومي تشكل بعد انتخابات المجلس التاسيسي التي اجريت في
23 تشرين الاول 2011 وفازت فيها حركة النهضة.
وفشلت المفاوضات التي اجراها علي العريض خلال فترة تشكيل الحكومة في ضم احزاب
جديدة الى الائتلاف الحكومي.
ونبهت الصحف التونسية الصادرة الخميس، الى ان الحكومة الجديدة "ليس من حقها
الخطأ" نظرا لما تعيشه البلاد من تحديات ومشاكل اجتماعية وسياسية وامنية متفاقمة
يقول مراقبون انها تستدعي حلولا سريعة.
وقال رئيس الحكومة الجديدة علي العريض الاربعاء في تصريح صحافي، ان حكومته "ستعلن جملة من الاجراءات العاجلة للتخفيف من وطأة البطالة والفقر والحد من غلاء
المعيشة الذي انهك المواطنين".
تزامناً، تقام اليوم جنازة البائع المتجول عادل
الخزري (27 عاما) الذي توفي الاربعاء (13 آذار 2013)
متاثرا بحروق بليغة اصيب بها بعدما اضرم النار في نفسه الثلاثاء في قلب العاصمة
تونس.
ولفتت جريدة "الصريح" الى ان "هذا الحادث عاد بنا الف خطوة الى الوراء ونبهنا
الى اننا الان لم نغادر منطقة ومنطق محمد البوعزيزي واننا مازلنا في نقطة الصفر
وكأن الانتحار حرقا ما زال هو الحل".
وكانت شرارة
الثورة التونسية التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع
زين العابدين
بن علي، انطلقت عندما اضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه
يوم 17 كانون الاول 2010 بمركز ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على
مصادرة الشرطة البلدية عربة الفاكهة والخضار التي كان يعتاش منها.
واعرب الرئيس
التونسي المنصف المرزوقي الاربعاء عن "عميق حزنه والمه" اثر وفاة
الخزري التي قال انها حصلت "بنفس الكيفية المؤلمة المرعبة التي توفى بها شهيد
ثورتنا محمد البوعزيزي وربما لنفس الاسباب، نتيجة فقدانه الامل وانسداد الافق في
عيونه كغيره من شبابنا الذين لا يرون من بصيص لحل مشاكلهم ومعاناتهم".
يذكر انه على الرغم من ان البطالة كانت من الاسباب الرئيسية للثورة التونسية فان السلطات الجديدة
في تونس لم تتمكن من حل هذه المشكلة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والامني في
البلاد.