الفقر والأمية أبرز الأسباب.. احصائيات صادمة عن التعنيف الاسري وذي قار تتصدر

السومرية نيوز – محليات

شهد العراق في الآونة الأخير ارتفاعاً كبيراً في العنف الأسري، إذ سجّل قضاء الناصرية مركز محافظة ذي قار، 560 قضية تعنيف ضد الزوجات خلال عام واحد، فيما يذهب باحثون إلى التنشئة هي أبرز أسباب العنف الأسري إضافة إلى تردي التعليم والوضع المعيشي.

وكان نائب رئيس استئناف ذي قار القاضي محمد محسن الإبراهيمي بحث مع وفد فريق الجنوب لمكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والذي ترأسه رأفت عبد الوهاب، قضايا العنف الأسري، في اجتماع حضره المدعي العام محمد كشيمش كزار وقاضي محكمة تحقيق الناصرية السيد ثامر حسن كشاش.

كما زار الوفد قسم حماية الأسرة والطفل وتحدث مع مديرها عن قضية تعنيف أب لبناته، والتي كانت تفاصيلها بتلقي قسم حماية الأسرة والطفل إخباراً بوجود معنفات داخل أحد المنازل من قبل الأب، وتم الانتقال لتلك الدار وإحضارهن رفقة الأب، حيث طلبن الشكوى ضد والدهن الذي يقوم بتعنيفهن وتم توقيفه كونهن يمتلكن تقارير طبية بتعرضهن لإيذاء شديد من قبله.

* إحصائيات تدق ناقوس الخطر

وأورد قاضي محكمة تحقيق الناصرية ثامر حسن كشاش، إحصائية للعنف الأسري جاء فيها أن "عدد قضايا تعنيف الزوجات في العام الماضي 2022 من قبل الأزواج بلغت 560 قضية تعنيف في قضاء الناصرية، فيما لم تسجل محاكم التحقيق أية قضية من نوع قضايا تعنيف الأولاد من قبل الام، بينما سجلت قضيتان فقط تتعلقان بتعنيف الأولاد من قبل الآباء".

وأضاف كشاش أن "هذه المدة أيضا سجلت ست قضايا اعتداء على الأحداث، وقد تم تمييز 84 قضية فقط تضمنت الاعتداء على الزوجة المصحوب بالعنف خلال العام نفسه".

وعن إجراءات سير هذه الدعاوى في المحكمة، يتابع أن "الشكاوى أمام قاضي محكمة العنف الأسري تقدم إلى قاضي التحقيق المختص وبعدها يتم الإيعاز لقسم حماية الأسرة والطفل لإجراء التحقيق الأصولي بحالة التعنيف، أما الطريق الثاني فهو إخبار يأتي إلى قسم حماية الأسرة والطفل يتم فيه إعلام القاضي المختص بوجود حالة تعنيف ثم تتخذ فيه الإجراءات القانونية ومنها تدوين أقوال المشتكية والانتقال لمحل الحادث".

*أسباب العنف الأسري
ويرجع باحثون في هذا الشأن أسباب العنف الأسري في البلاد إلى عدة أمور ومنها التنشئة، فالتجزؤ الذي تعيشه البعض من الأسر العراقية وانقسام أسلوب الحياة بين الرجل والمرأة والطفل يمهدان الطريق للطفل من التنشئة دون رقابة من الكبار، فضلا عن التعلم على مفاهيم القوة والتعصب التي بدورها تلعب دورا كبيرا في ازدواجية شخصية الفرد العراقي، وكذلك النظام الاجتماعي والقيم المجتمعية، فقيم البداوة المتجذرة في المجتمع العراقي، بمفاهيمها الذكورية التي تفضل الذكور على الإناث منذ اليوم الأول لولادة الطفل إلى إعطاء الفرص والصلاحيات للذكور دون الإناث وغيرها من الأمور التي تنعكس سلبا على حياة الأسرة.

ويدخل التعليم أيضا كأحد أسباب العنف الأسري في المجتمع العراقي حيث لا تزال نسب الأمية بين النساء مرتفعة بشكل كبير في العراق، فمعدل الأمية بين النساء في الريف يتجاوز الـ 35% بحسب إحصائيات رسمية، أما في المناطق الحضرية فتبلغ نسبا متدنية ويعود ذلك في جزء منه إلى حرمان النساء من فرص، بالإضافة إلى أن قرابة الـ70% من النساء في العراق تزوجن قبل أن يصلن إلى مستوى التعليم الذي يطمحن إليه، وأيضا الفقر فهو الوقود المحرك للعنف الأسري، حيث تم تسجيل نسب أعلى بكثير للعنف ضد المرأة والطفل في الأسر الفقيرة".