كلاب شرسة تظهر في قريتين شمال البصرة وتعض ستة أطفال ورجل مسن

وقال المواطن ثائر ماضي من سكنة قرية الصخريجة الواقعة ضمن ناحية الثغر التابعة لقضاء القرنة في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عدداً من الكلاب السائبة الشرسة ظهرت في القرية منذ ثلاثة أيام بشكل مفاجئ، وأثارت الهلع بين الأطفال والنساء"، مبيناً أن "الطفلين حسن قحطان ماضي وحيدر عماد ماضي تعرضا الى العض عندما كانا يلعبان يوم أمس خارج البيت، ونقلا على الفور الى المستشفى لتلقي العلاج".

واضاف ماضي أن "قرية "الصريفة القريبة من قريتنا ظهرت فيها أيضا كلاب شرسة تنبح باستمرار، ولا تهدأ حتى خلال النهار"، موضحاً أن "أربعة أطفال ورجل مسن تعرضا الى العض في قرية الصريفة خلال اليومين الماضيين". 

بدوره، قال مواطن آخر يدعى علي حسين إن "مفرزة من قوات الشرطة حاولت إبادة بعض الكلاب السائبة في القرية عبر إطلاق النار عليها بطلب من الأهالي، إلا أن تلك المحاولة لم تجد نفعاً"، مضيفاً أن "الجهات البيطرية والصحية عليها أن تسارع الى تقديم المساعدة". 

من جانبه، قال الخبير البيطري والمدير السابق للمستشفى البيطري في البصرة الدكتور مشتاق عبد المهدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المحافظة سجلت منذ عام 2008 إصابات بداء السعار (الكلب) في عدد من الكلاب السائبة"، مضيفاً أن "هذا المرض هو السبب على الأرجح وراء مهاجمة الكلاب لسكان القريتين".

واضاف عبد المهدي أن "الفايروس المسبب للمرض يعيش في خلايا الدماغ، ولذلك تنتقل الكلاب عند إصابتها من حالة الخمول الى حالة من التهيج العصبي الشديد"،مشيرا الى أن "الجهات المختصة يجب أن تتدخل لمعالجة الموقف على وجه السرعة حفاظاً على سلامة الأطفال في القريتين".

ودعا عبد المهدي "دائرة الصحة الى توفير اللقاح المضاد للمرض في قضاء القرنة ليتسنى للأشخاص الذين يتعرضون الى العض تلقيه خلال مدة يفترض أن لا تزيد عن 48 ساعة".

ويعد داء الكلب الذي يعرف أيضاً بـ"السعار" من أخطر الأمراض الفيروسية المشتركة التي تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء، والكلاب أكثر الحيوانات عرضة للإصابة به، وتظهر أعراضه عليها من خلال قيامها بالنباح المستمر، وتهيجها الشديد، وميلها إلى مهاجمة الآخرين قبل أن يصيبها الشلل ومن ثم الهلاك.

وعادة ما يصاب الإنسان بالمرض على إثر تعرضه لعضة كلب مصاب، وفي حال عدم تلقيه للقاح المضاد قبل ظهور الأعراض عليه فإن المرض يؤدي إلى الوفاة، وتبدأ الأعراض لدى الإنسان من خلال شعوره بصداع في الرأس مع ارتفاع في درجة الحرارة، وتزول هذه الأعراض بمجرد وصول الفيروس إلى الدماغ، حينها تظهر عليه حالة من التهيج الشديد يعقبها اضطراب في السلوك، ثم يعاني المصاب من تشنجات في الأطراف وضيق في التنفس قبل أن يفارق الحياة.