بالمناقب النبوية ونقر الدفوف...اهالي بغداد يملؤون شوارعها احتفالا بذكرى المولد

السومرية نيوز/ بغداد
غصت معظم شوارع العاصمة بغداد بالاف المواطنين للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، لاسيما منطقتي الاعظمية وباب الشيخ ومناطق غربي وجنوبي العاصمة.

ابتسامة لاتكاد تفارق ملامح أم محمد (66 عاماً)، بينما تجمع احفاذها حولها فرحين بثيابهم الجديدة وأمامهم "صينية" ملئت بالشموع والحلوى، وسط اجواء من الغبطة الممزوجة بأصوات الالعاب النارية والمدائح.

أم محمد تقول، إن "المولد النبوي مناسبة عظيمة شهدت مولد الرسول الأعظم محمد (ص)، وتستحق الاحتفال بها رغم كل الظروف"، موضحة أن لديها ثلاث أولاد سمتهم "محمود ومحمد وأحمد"، تيمنا بالرسول الاعظم.

وأم محمد وأحفادها وأولادها هم احدى العوائل التي غصت بهم معظم شوارع العاصمة بغداد، حيث خرج الاف المواطنين للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، لاسيما منطقتي الاعظمية وباب الشيخ ومناطق غربي وجنوبي العاصمة.

وبدت مشاهد الفرح على العوائل التي خرجت من ازقة ومحلات الاعظمية فضلا عن المناطق المجاورة لها بارتداء الفتيات والاطفال وحتى الكبار ثيابا تلونت بالوان زاهية وجذابة، فيما امتدت اشرطة الزينة والبالونات على طول الشارع الرئيسي، من ساحة عنتر وحتى جامع الامام الاعظم الذي تزين بمختلف النشرات الضوئية.

وتكاد لا تخلو واجهة محل من المحال الممتدة على جانبي الطريق من لافتات تغنت بمولد الرسول او دعوة للتحابب فيما بين الاهالي واستثمار للمناسبة في نشر قيم التسامح والاخوة بين العراقيين.

وتمتاز الاعظمية بكثافة الاحتفالات عند مسجد الامام أبي حنيفة النعمان وحوله، وتشير بعض المصادر الى ان اهل بغداد اعتادوا منذ قرون على التجمع في الاعظمية ليلة المولد النبوي الشريف ويومه.

كما امتلئ مسجد الشيخ عبد القادر الكيلاني، الكائن بمنطقة باب الشيخ وسط بغداد، بالآف المحتفلين وهم يؤدون مراسم الزيارة التي غالبا ماتتضمن زيارة للمرقد والصلاة والدعاء والاستماع الى المناقب النبوية التي تتغنى بحياة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ويلقيها عدد من المشايخ مع اصوات نقرالدفوف.

وفي مناطق غربي بغداد وجنوبيها كالدورة والغزالية والخضراء وحي الجامعة واليرموك والعامرية، جاب عدد من الاطفال الشوارع وهم يضربون على الدفوف والطبول التي حملوها وينشدون الاناشيد الدينية بهذه المناسبة فضلا عن اطلاق المفرقعات النارية، فيما يحمل اخرون الرايات الخضر للتعبير عن فرحهم بذكرى المولد، في وقت أوقدت النساء الشموع التي سطرت على اسطح وجدران المنازل احتفاء اعتاد اهالي بغداد على المضي به كل سنة في الثاني عشر من ربيع الثاني من كل عام.

واينما ذهبت يتهادى الى مسامعك اصوات الغناء والاناشيد ذات الصلة وهي تخرج من مكبرات الصوت التى نصبها اصحاب المحال والبيوت المجاورة كما وانتشرت الاعلام العراقية بمختلف احجامها على الشرفات ومن على اسطح المنازل وفي الطرقات.

وقد كان انتشار العناصر الامنية المكثف وقيامهم بعمليات التفتيش الدقيقة للمواطنين والتدقيق في الحالات التى يمكن ان تثير الشكوك خوفا من حصول اختراق امنى قد عكس انطباعا ايجابيا لدى المواطنين وشعورا بالامان.

وكانت مديرية العلاقات والاعلام في امانة بغداد، اعلنت أنها وجهت دوائرها البلدية كافة بتهيئة جميع الاستعدادات للاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالتنسيق مع قسم الكهرباء والتزيينات التابع لامانة بغداد وتسخير كل الجهود لاظهار العاصمة بغداد بأبهى واجمل صورة وهي تستقبل هذه المناسبة المباركة .

كما أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، عن تعطيل الدوام الرسمي يوم الاثنين المقبل بمناسبة المولد النبوي الشريف.

ويحتفل المسلمون في العراق وجميع انحاء العالم في 12 ربيع الثاني من كل عام بمولد الرسول محمد (ص)، وتشهد هذه الاحتفالات في العراق توزيع الحلوى والطعام بين الجيران وتنظيم احتفالات مركزية في المراقد الدينية في بغداد وباقي المحافظات.