Alsumaria Tv

كيف يتغلغل الإرهابيّون إلى أعماق المناطق الشيعيّة؟

2016-02-01 | 06:21
Alsumaria Tv https://www.alsumaria.tv/authors
كيف يتغلغل الإرهابيّون إلى أعماق المناطق الشيعيّة؟

المقال بقلم مصطفى الكاظمي
تتكرّر بين الحين والآخر عمليّات إرهابيّة في أعماق المناطق الشيعيّة بالعاصمة بغداد، مثل التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة في حاجز امني عند مدخل مدينة الكاظمية ذات الأغلبية الشيعية ببغداد في 12 يوليو/ تموز 2015.

المقال بقلم الكاتب مصطفى الكاظمي

تتكرّر بين الحين والآخر عمليّات إرهابيّة في أعماق المناطق الشيعيّة بالعاصمة بغداد، مثل التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة في حاجز امني عند مدخل مدينة الكاظمية ذات الأغلبية الشيعية ببغداد في 12 يوليو/ تموز 2015.

وفي آخر تلك الأحداث، فجّر انتحاريّ نفسه بسيارة مفخخة وأطلق مسلحون النار في منطقة مكتظة واحتجزوا رهائن في سوق شعبيّة مزدحمة في مركز تجاري يحمل اسم "مول الزهراء"، في بغداد الجديدة ذات الغالبيّة الشيعيّة الإثنين في 11 كانون الثاني/يناير.

وقد أدّى الحادث إلى مقتل 32 شخصاً، إثر العمليّة الإنتحاريّة وإطلاق الرصاص من قبل الإرهابيّين المرافقين للإنتحاريّ. وقد تبنّى تنظيم "داعش" العمليّة الإرهابيّة رسميّاً في بيان تمّ نشره على الصفحات المنتسبة للتّنظيم في المواقع التّواصل الإجتماعيّ، وجاء فيه: "انطلق أربعة من جنود الخلافة لتنفيذ عمليّة انغماسيّة وسط تجمّع للرافضة المشركين، وسط بغداد، تمكّن ثلاثة منهم من الانغماس وسط تجمّع كبير، وأحدثوا فيهم مقتلة عظيمة".

وما يثير التّساؤل في هذا الخصوص، كيف يتمكّن الإرهابيّون من الوصول إلى تلك المناطق، رغم الحواجز الأمنيّة الكثيرة لقوات الشرطة والامن الداخلي وعدم وجود حاضنة إجتماعيّة للتّنظيم، أي أشخاص وتنظيمات تأوي منفذي التفجيرات وتدعمهم، في تلك المناطق ذات الغالبيّة الشيعيّة؟

وفي اعترافات تلفزيونيّة في فضائية السومرية العراقية لمجموعة من الإرهابيّين قاموا بالتهيئة والتخطيط لسلسلة انفجارات في بغداد كان آخرها في 8 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي في مدينة الصدر، كشفت العناصر الإرهابيّة بعد اعتقالها من قبل القوات الامنية عن وسائل وطرق متنوّعة يستخدمها التّنظيم في إجراء العمليّات الإرهابيّة في المناطق الشيعيّة، فمن بينهم من يعمل إزاء دفع أجور ماليّة، ومن بينهم من يعمل إثر ضغوط يمارسها التّنظيم على أفراد من عائلته في مناطق سيطرته ويحتفظ بهم كرهائن، مقابل استمرار الشخص المذكور في العمل مع التّنظيم، ومنهم من ارتبط بالتّنظيم عقائديّاً من خلال دعوات دينيّة يقوم بها أئمة مساجد أو دعاة آخرون مرتبطون بالتّنظيم، وهو ما كشفه مسؤول اردني لوسائل الاعلام في 7 سبتمبر/أيلول/2014، عن ان وجود أئمة يدعمون داعش وخليفته البغدادي من على منابر الجمعة.

وتظهر الإعترافات أيضاً أنّ أيّ عمليّة إرهابيّة تتمّ ضمن تعاون مشترك بين مجموعات متنوّعة يختصّ كلّ منها بقسم من العمليّة، بحيث يخطّط قسم من الأفراد لكيفيّة إيصال الموادّ المتفجّرة إلى المنطقة المستهدفة، ويتكفّل قسم آخر إيصالها إلى المنطقة ضمن مراحل مختلفة، وأحياناً عبر تفكيك الموادّ وتركيبها من جديد، وترافق مجموعة أخرى الشخص الإنتحاريّ وغير ذلك.

وشاعت في الفترة الأخيرة نوعيّة جديدة من العمليّات الإرهابيّة من قبل التّنظيم، الّذي يطلق عليها مصطلح الإنغماسيّة وعلى القائمين بها "الإنغماسيّين"، مثل العملية التي قام بها أفراد التنظيم في قضاء الدبس، شرق كركوك، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 ، على مركز للشرطة وادت الى مقتل ستة من أفراد الشرطة.

مقابل مصطلح "الإستشهاديّ" التقليديّ لدى الجماعات الجهاديّة. والمقصود بالإنغماسيّ الشخص الإنتحاريّ الّذي يمتلك أسلحة ولديه مرافقون يهاجمون معاً الهدف ويقومون بقتل الضحايا أو ارتهانهم. وفي العادة، يقوم الإنغماسيّ بتفجير نفسه في منتصف العمليّة ليمهّد الطريق إلى مرافقيه للقيام بالمراحل الأخرى من الهجوم الإرهابيّ في اخذ الرهائن او سرقة الوثائق وقتل الموجودين في المكان أو الإنسحاب أحياناً.

وأحياناً، يمتنع الإنغماسيّ عن تفجير نفسه لأسباب وظروف خاصّة بالإرهابيّين مثل الحاق أكبر ضرر بالمكان، والتغطية على الانسحاب، وإزالة أي اثر يُستدل منه على هوية المهاجمين. وتعدّ عمليّة بغداد الجديدة، وأيضاً أحداث مدينة الصدر في نهاية العام الماضي من أشكال العمليّات الإنغماسيّة الّتي أصبحت شائعة جدّاً.

ويظهر ممّا سبق عدم دقّة الاستنتاج بان العمليات الإرهابيّة دوافعها معتقدات دينيّة متشدّدة، فقط، وانها نتاج صراع طائفيّ بين الشيعة والسنّة، فحسب، بل ان هناك أسباب لا ترتبط بالتعصب الديني ، تدفع البعض الى تنفيذ العمليات الإرهابية، مثل الحصول على المال، أو دوافع انتقام سياسي، وهذا يعني إمكانية حدوثها في المناطق الشيعية والسنّية على حد سواء.

وإضافة إلى ما سبق، يساعد انتشار الفساد داخل الأجهزة الحكوميّة بما فيها الأمنية والعسكريّة في إيصال الإرهابيّين إلى المناطق البعيدة من منطقة نفوذهم، وذلك عبر ارتشاء الأفراد في نقاط التّفتيش والنّقاط الأمنيّة الأخرى، وهو ما اعترف به رئيس "كتلة المواطن" النيابية باقر الزبيدي في 20 مارس/ آذار 2013 ، بان "وقوع التفجيرات سببه الفساد في المؤسسات الأمنية".

واللاّفت أنّ الجهاز الأمنيّ العراقيّ لم يتطوّر بشكل ملحوظ في كيفيّة تعامله مع موضوع الخروق الأمنيّة، فما زالت هناك أدوات وأجهزة قديمة تستخدمها القوّات الأمنيّة، كواشف المتفجّرات غير الكفوؤة، وكاميرات المراقبة.

في حين أنّ الجماعات الإرهابية قد تطوّرت وتنوّعت في طرق قيامها بالهجمات الإرهابيّة، وأبرز مثال على ذلك هو جهاز السونار، الّذي انكشف زيفه قبل ستّة أعوام، بعدما اثبتت الوقائع عدم تحسسه للمواد المتفجرة ، وعدم قدرته على كشف المفخخات.

وقد أدين مستورده البريطانيّ من قبل المحكمة البريطانيّة بتهمة التزوير، حيث حكم عليه بالسجن عشر سنوات في مايو /أيار 2013 ولكنه ما زال مستخدماً في مختلف نقاط التّفتيش في العراق.
إنّ تجديد الّتفجيرات الإرهابيّة في شكل مستمرّ يدعو الحكومة العراقيّة إلى اتّخاذ إجراءات وقائية أكثر حزماً وصرامة.

وقد أصبح واضحاً أنّها عاجزة عن السيطرة الأمنيّة الكاملة على المدن العراقيّة، بما فيها العاصمة بغداد، وهذا يدعوها إلى إعادة بناء الخطط الأمنيّة في حماية المدن، وفق المعايير الأمنيّة العالميّة وبمساعدة الدول المتقدمة في مجال تقنيات الامن، وبالاعتماد على الشركات العالمية المتخصّصة بالشؤون الأمنيّة،

كما هو متعارف عليه في الكثير من الدول الأخرى، مثل مصر التي استعانت بشركات عالمية لتامين المطارات.

ومن دون ذلك، لن تتوقّف التّفجيرات الإرهابيّة في أعماق المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، ومنها المناطق ذات الغالبيّة الشيعيّة أيضاً.
>>  تابع قناة السومرية على  منصة x
+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
ناس وناس
Play
شارع الجمهورية بغداد - ناس وناس م٨ - الحلقة ١٤٨ | الموسم 8
05:00 | 2025-10-30
Play
شارع الجمهورية بغداد - ناس وناس م٨ - الحلقة ١٤٨ | الموسم 8
05:00 | 2025-10-30
مايك السومرية
Play
نجم الدراما العراقية الممثل محمد هاشم - MIC Alsumaria - الحلقة ٢٩ | season 1
16:00 | 2025-10-29
Play
نجم الدراما العراقية الممثل محمد هاشم - MIC Alsumaria - الحلقة ٢٩ | season 1
16:00 | 2025-10-29
من الأخير
Play
الكواليس تتهجّى اسم رئيس الوزراء القادم - من الأخير م٢ - حلقة ٨١ | الموسم 2
15:00 | 2025-10-29
Play
الكواليس تتهجّى اسم رئيس الوزراء القادم - من الأخير م٢ - حلقة ٨١ | الموسم 2
15:00 | 2025-10-29
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥ | 2025
13:45 | 2025-10-29
Play
نشرة ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥ | 2025
13:45 | 2025-10-29
العراق في دقيقة
Play
العراق في دقيقة 29-10-2025 | 2025
13:30 | 2025-10-29
Play
العراق في دقيقة 29-10-2025 | 2025
13:30 | 2025-10-29
Live Talk
Play
الصحة النفسية في مواجهة الغضب المزمن - Live Talk - الحلقة ١٤٩ | 2025
11:30 | 2025-10-29
Play
الصحة النفسية في مواجهة الغضب المزمن - Live Talk - الحلقة ١٤٩ | 2025
11:30 | 2025-10-29
طل الصباح
Play
الأبراج - اليوم صور 29-10-2025 | 2025
01:30 | 2025-10-29
Play
الأبراج - اليوم صور 29-10-2025 | 2025
01:30 | 2025-10-29
جات بالليل
Play
30 ثانية 28-10-2025 | 2025
14:00 | 2025-10-28
Play
30 ثانية 28-10-2025 | 2025
14:00 | 2025-10-28
صباحكم أحلى مع سلمى
Play
قصة وعبرة 29-10-2025 | 2025
03:30 | 2025-10-28
Play
قصة وعبرة 29-10-2025 | 2025
03:30 | 2025-10-28
صباحكم أحلى مع سلمى
Play
ريبوت 28-10-2025 | 2025
03:30 | 2025-10-28
Play
ريبوت 28-10-2025 | 2025
03:30 | 2025-10-28
الأكثر مشاهدة
اخترنا لك
وزير الخارجية اليوناني من بغداد: نؤكد التزامنا الثابت بالتعاون مع العراق
05:01 | 2025-10-30
السيد الصدر يرد على اتهامات حرق الصناديق: من يفعل ذلك ليس منا
04:38 | 2025-10-30
انسحاب مرشحين من أحزاب مختلفة تأييدًا لمقاطعة السيد الصدر (وثائق)
04:23 | 2025-10-30
القضاء يوجه تحذيرا للمرشحين للانتخابات
03:22 | 2025-10-30
الشابندر يكشف عن سعر المرشح المضمون فوزه في الانتخابات
14:40 | 2025-10-29
عضو بالحزب الجمهوري الأمريكي يكشف مهمة مبعوث ترامب الرئيسية للعراق
11:07 | 2025-10-29
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية