التجاوز الايراني للحدود العراقية والسيطرة على بئر الفكة

بالتزامن مع تأكيد البلاد على تورط دول اقليمية في تفجيرات بغداد الاخيرة، إتجهت الانظار بسحر ساحر إلى الحدود الايرانية العراقية، ما جعل العراقيين في حال صدمة ولا سيما وان ما جرى يتزامن مع تطورات امنية دامية يعمل قادة البلاد على معالجتها في الداخل والخارج ، وهكذا، إستنفرت البلاد على اعلى المستويات لمعالجة التجاوز الايراني للحدود العراقية والسيطرة على بئر الفكة ، وسارعت الحكومة إلى التحرك لإحتواء أزمة بئر الفكة مع طهران ديبلوماسيا ، وفي التطورات المتسارعة، احتج العراق على قيام احد عشر جنديا ايرانيا بالسيطرة على حقل نفط الفكة ، واعلن المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان العراق طلب من طهران سحب المجموعة المسلحة التي احتلت البئر رقم اربعة الذي حفر في العام الف وتسعمئة وتسعة وسبعين ونزع العلم الذي رفعه هؤلاء الرجال لان ما حصل هو انتهاك لسيادة العراق ، وشدّد الدباغ عقب اجتماع طارىء لمجلس الامن الوطني برئاسة رئيس الحكومة نوري المالكي على ان الحكومة التي ترفض استخدام القوة بدأت مساعي لدى ايران لحل المشكلة بالطرق الدبلوماسية وتنتظر رد طهران، مؤكدا ان المسؤولين العراقيين استدعوا السفير الإيراني لدى بغداد لمناقشة الأمر معه، الدباغ وإذ اقرّ بوجود خلاف على ترسيم الحدود التي اختفت علاماتها خلال الحرب العراقية الايرانية، لفت الى ان ايران ترفض السماح باي نشاط في الموقع النفطي في هذه المنطقة في غياب ترسيم الحدود، لذا دعا السلطات الايرانية الى حلّ الخلافات الحدودية واعادة وضع علامات الترسيم. نائب وزير الداخلية احمد علي الخفجي اعلن من جهته، ان توغل الجمعة هو الاحدث في سلسلة من عمليات توغل جرت هذا الاسبوع في حقل الفكة، مضيفا ان الحكومة لم تتخذ اجراء عسكريا لكنها اكدت انها ستسعى لرد دبلوماسي محسوب على الموقف. بدوره، لفت مصدر في قيادة حدود المنطقة الرابعة الى ان القوات الايرانية التي انسحبت الاسبوع الماضي من حقل الفكة قامت فجر الجمعة باحتلال البئر ورفع العلم الايراني في الموقع، مشيرا الى ان قوة مدعومة بخمس دبابات قامت بحفر خندق حول البئر وحصنته باكياس رملية. في المقابل، لم يصدر رد فعل رسمي من ايران بعد، لكن وكالة الانباء شبه الرسمية \"مهر\" نقلت نفيا من الشركة الوطنية الايرانية للبترول بالسيطرة على بئر في حقل الفكة العراقي. اميركيا، اكّد متحدث باسم الجيش الاميركي العقيد بيتر نيويل ان موظفين في وزارة النفط يقومون بزيارة هذا الموقع كل ثلاثة او اربعة اشهر لاصلاح مضخة او لاجراء اعمال الصيانة، ويطلونه بالوان العلم العراقي ويرفعون العلم العراقي، مضيفا انهم ما ان يذهبوا حتى ينزل الايرانيون من التلة ويعيدون طلاء الوان العلم الايراني ويرفعون العلم الايراني، واكد المتحدث الاميركي أن الامر يحدث منذ ثلاثة اشهر وهو يتكرر. وتزامنا مع سيطرة الجنود الايرانيين على حقل نفط الفكة، ارتفع سعر النفط فوق مستوى اربعة وسبعين دولارا للبرميل الجمعة مدعوما باحتمالات ارتفاع الطلب في الشتاء ويمثل حقل \"الفكة\" النفطي جزءا من ثلاثة حقول يقدر مخزونها بمليون وخمسة وخمسين الف برميل، وقد وضعت في جدول التراخيص الذي اعلنته وزارة النفط في حزيران الماضي. تقرير:ميلان احمراني