السومرية نيوز/
بغداد
أكد عضو
لجنة الأمن والدفاع البرلمانية
النائب حاكم الزاملي، الجمعة، أن الجيش النظامي السوري استعاد السيطرة على
المناطق
الحدودية مع
العراق وتركيا بعد 24 ساعة من سيطرة الجيش السوري الحر عليها، فيما
حذر من أن الأخير قد يسيطر على طائرات يضرب بها
الشعب العراقي والمراقد المقدسة
كونه يحمل ثقافة "العنف والتكفير".
وقال الزاملي في حديث لـ"
السومرية
نيوز"، إنه "من خلال اتصالنا بقوات الحدود العراقية والأجهزة الأمنية
المتواجدة هناك أكدوا لنا سيطرة الجيش النظامي السوري على سبعة فرق حدودية وكذلك
السيطرة على المنافذ الحدودية مع تركيا بعد سيطرة الجيش السوري الحر عليها منذ
أمس".
وأعرب الزاملي عن خشيته من "تدفق
المقاتلين أو الإرهابيين من سوريا لأن فيها طائرات وأسلحة مختلفة، بل فيها حتى
أسلحة كيمياوية"، محذرا من أنه "قد تقع طائرات بيدهم فيضربون بها
المراقد المقدسة والشعب العراقي، سيما أنهم يحملون ثقافة العنف والتكفير، فضلا عن
خوفنا على المراقد المقدسة داخل سوريا عدا العراقيين العالقين هناك والذين يقدر
عددهم بـ 200 ألف شخص".
وأشار الزاملي إلى أن "
العراق ما
يزال يفتقر الى وسائل الدفاع الجوي والردع".
ولفت الزاملي إلى "ورود معلومات
استخبارية مؤكدة بقيام مجاميع إرهابية بالتكاتف مع ما يجري في سوريا لتسقيط بعض
السيطرات ونشر لافتات وعلامات تدل على قوة تنظيم القاعدة"، مطالبا الأجهزة
الأمنية بـ"أخذ الحيطة والحذر".
وكان الجيش السوري الحر، سيطر أمس الخميس
19 تموز الجاري، على معبر البو كمال الحدودي مع
العراق وسبعة مخافر عسكرية للجيش
السوري من دون أي مقاومة للجيش النظامي، فيما أغلقت القوات العراقية المنفذ بدورها
وسحبت الموظفين منه.
وشكل رئيس الحكومة العراقية، نوري
المالكي، أمس الخميس 19 تموز الجاري،
لجنة برئاسة وزير النقل هادي العامري، لتسهيل
عودة العراقيين من سوريا إلى بغداد، كما وضع طائرته الخاصة بتصرف اللجنة.
يذكر أن الحكومة العراقية دعت، في (17
من تموز الحالي)، رعاياها المقيمين في سوريا إلى المغادرة والعودة إلى البلاد بعد
"تزايد حوادث القتل والاعتداء" عليهم، بعد ساعات على تسلم جثامين 23
عراقياً بينهم صحافيان قتلوا في أحداث سوريا.
وشهدت العاصمة السورية دمشق، الأربعاء
(18 من تموز الحالي)، تفجيراً انتحارياً استهدف مبنى
الأمن القومي السوري خلال عقد
اجتماع لوزراء وقادة أمنيين فيه، مما أسفر عن مقتل وزير الدفاع السوري داوود
راجحة، ونائب رئيس أركان الجيش وصهر الرئيس السوري آصف شوكت، ورئيس مكتب
الأمن
القومي هشام اختيار، وإصابة وزير الداخلية محمد الشعار.
وكان السفير السوري في
العراق نواف الفارس،
أعلن في (11 من تموز 2012)، عن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، واصفاً الأخير
بـ"الدكتاتور"، داعيا عناصر الجيش النظامي والشباب السوري إلى الالتحاق
بالثورة وعدم السماح للنظام بزرع الفتنة، في حين أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين
السورية في اليوم التالي، عن إعفاء الفارس من منصبه على خلفية التصريحات التي أدلى
بها ضد نظام الأسد، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع
بغداد.
وتشهد سوريا منذ 15 من آذار 2011، حركة
احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط
النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات
الأمن السورية وما يعرف
بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 17 ألف قتيل بحسب
المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على
خلفية الاحتجاجات الـ25 ألف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين
والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات "إرهابية"
بالوقوف وراء أعمال العنف.
يذكر أن نظام دمشق تعرض ويتعرض لحزمة
متنوعة من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من
منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له روسيا والصين اللتان
لجأتا إلى استخدام حق الفيتو مرتين حتى الآن، ضد أي قرار يدين ممارسات النظام
السوري العنيفة أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي الذي وصل إلى حافة الحرب الأهلية،
وبات يهدد بتمدد النزاع إلى دول الجوار الإقليمي.