السومرية نيوز/ بيروت
أصدرت منظمة الشرطة الدولية (الانتربول)، الثلاثاء،
مذكرة حمراء بحق نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي بناء على شكوك بانه
متورط في قيادة وتمويل جماعات إرهابية في العراق، فيما لفتت إلى أن المذكرة تحد بشكل كبير من حريته في التنقل وتتيح للبلدان المتواجد فيها القاء
القبض عليه، "إلا أنها ليست مذكرة اعتقال دولية".
وقال الأمين العام للمنظمة رونالد نوبل في بيان صدر
عن المقر العام للمنظمة في مدينة ليون الفرنسية إنه "بناء على طلب من السلطات
العراقية فإن الشرطة الدولية اصدرت مذكرة حمراء بحق نائب الرئيس العراقي طارق
الهاشمي وفقا لشكوك بتورطه في قيادة وتمويل جماعات إرهابية في العراق"، مضيفا أن
"المذكرة تعطي إشعارا إلى 190 دولة أعضاء في المنظمة للتعاون من أجل تحديد
مكان وجود الهاشمي وإلقاء القبض عليه".
ولفت نوبل إلى أن "المذكرة الحمراء ستقيد حرية
الهاشمي بشكل كبير وتمنعه من عبور الحدود الدولية وهي تشكل أداة قوية لتحديد مكانه
وإلقاء القبض عليه إينما كان حول العالم"، وبين أن "هذه القضية تظهر
أيضا مدى تعاون السلطات العراقية مع الشرطة الدولية لإلقاء القبض على الاشخاص
الذين يواجهون اتهامات خطيرة".
وذكر البيان أنه بناء على المذكرة الحمراء فإن وحدة
دعم التحقيق ومركز القيادة والتنسيق في مقر الأمانة العامة سيكونان على اتصال وثيق
مع مكاتب الانتربول المركزية الوطنية في المنطقة ومختلف أنحاء العالم لتجميع وتحديث جميع المعلومات
ذات الصلة بقضية طارق الهاشمي.
وأكد البيان أن المذكرة الحمراء ليست مذكرة اعتقال دولية،
إلا ان الكثير من البلدان الأعضاء في الأنتربول تعتبرها مذكرة تتيح التوقيف المؤقت
للمتهم خاصة إذا كانت مرتبطة بالبلد الطالب عبر معاهدة أو اتفاقية لتسليم المجرمين
بين البلدين. ويتم اعتقال المطلوبين وفقا للمذكرة الحمراء من قبل الشرطة الوطنية
للبلد المتواجد فيه المطلوب والذي يكون عضوا في منظمة الانتربول.
كما ذكر البيان أنه وفقا للمذكرة الحمراء لا يمكن لمنظمة
الانتربول إجبار أي دولة عضو فيها على إلقاء القبض على الشخص المطلوب المعني
بالمذكرة، وأن الأخير ينبغي اعتباره بريئا لحين تثبت إدانته.
وكشف مجلس القضاء الأعلى، في الـ11 من نيسان الماضي، انه بدأ بتنظيم ملف استرداد قانوني بحق نائب رئيس
الجمهورية طارق الهاشمي عن طريق الانتربول الدولي.
ويقيم الهاشمي الذي صدرت
بحقه مذكرة اعتقال بتهمة "الإرهاب" في تركيا منذ التاسع من نيسان 2012،
بعد مغادرته إقليم كردستان العراق الذي لجأ إليه بعد أن عرضت وزارة الداخلية في
(19 كانون الأول 2011) اعترافات مجموعة من أفراد حمايته بالقيام بأعمال عنف بأوامر
منه، وتوجه إلى قطر في الأول من نيسان الحالي، تلبية لدعوة رسمية من أمير قطر، ومن
ثم إلى السعودية في (5 نيسان 2012) التي أكد منها أنه سيعود إلى كردستان العراق
فور انتهاء جولته في دول المنطقة.
وكان الهاشمي دعا رئيس
الجمهورية جلال الطالباني، خلال مؤتمر صحافي من تركيا، في (الرابع من أيار 2012
الحالي)، إلى "الثأر" لرئاسة الجمهورية من "تجاوزات" القائد
العام للقوات المسلحة نوري المالكي، الذي "الحق ضرراً تاريخياً بهيئة
الرئاسة"، مطالباً الطالباني برفع "الظلم" عنه بسبب حرمانه من نقل
قضيته خارج بغداد.
واعلن مجلس القضاء الأعلى، في 3 أيار 2012، أن محكمة التمييز قررت تأجيل محاكمة الهاشمي المطلوب بتهمة
الإرهاب وأفراد حمايته إلى العاشر من أيار بعد أن كانت مقررة في اليوم نفسه، للنظر
بالطعن المقدم من فريق الدفاع بشأن نقل محاكمته من المحكمة الجنائية إلى المحكمة
الاتحادية.
واتهم الهاشمي، في (10 نيسان 2012)، مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري
المالكي بالتسبب بوفاة اثنين من عناصر حمايته المحتجزين "من جراء
التعذيب"، وأكد أن الأجهزة الأمنية تتكتم على وفاتهما منذ قبل انعقاد القمة
العربية في (29 آذار 2012)، فيما دعا القضاء ومجلس النواب إلى فتح تحقيق عاجل في
ملابسات وفاة أحد عناصر حمايته في وقت سابق والاثنين الجديدين، الأمر الذي نفاه
مجلس القضاء الأعلى، مؤكداً أن الهيئة القضائية التحقيقية مستمرة بزياراتها
للاطلاع على أحوال الموقوفين من حماية الهاشمي، فيما أظهر تقرير أرفقه القضاء
لتأكيد ذلك أن آخر زيارة للهيئة كانت في 28 شباط الماضي.
وكانت الهيئة التحقيقية بشأن قضية الهاشمي أعلنت في (16 شباط 2012)، عن تورط حماية
الأخير بتنفيذ 150 عملية مسلحة، مؤكدة أن من بينها تفجير سيارات مفخخة وعبوات
ناسفة وإطلاق صواريخ واستهداف زوار عراقيين وإيرانيين وضباط كبار وأعضاء في مجلس
النواب.
وأعلنت وزارة الداخلية في (30 كانون الثاني 2012)، عن اعتقال 16 شخصاً من حماية
الهاشمي، مؤكدة أن المعتقلين متهمون بتنفيذ عمليات اغتيال ضد ضباط وقضاة، من بينهم
عضو محكمة التمييز نجم عبد الواحد الطالباني في العام 2010 شمال بغداد، فيما أكدت
في (11 شباط 2012) حصولها على اعترافات من احد معاوني نائب رئيس الجمهورية طارق
الهاشمي بأنه ينشط مع حزب البعث بقيادة الهاشمي.